كاتيوشا.. وسام الوفاء

د. هاشم حسن التميمي

03/04/2020

شبكة الاعلام في الدانمارك 2/4/2020
انشغل العالم مؤخرا في حرب كونية خطيرة هددت البشر في دول العالم كافة تستحق ان نسميها حرب كارونا العالمية الثالثة...!
لقد عجز في هذه الحرب الجنرالات و القادة والزعامات الدينية واصحاب النفوذ السياسي والمالي من ايجاد حل في ايقاف هذه الحرب المخيفة وبعد ان فشل الكبار كلهم ورفعوا الراية البيضاء واصل الاطباء تصديهم لكرونا وجها لوجه وبدون استسلام مثل الابطال الاسطويين في الحروب الملحمية او الكونية فكانوا ابطالا بحق بدون سيوف او اسلحة فاستحقوا المحبة والتقدير وصفقت لهم بصدق واعجاب شعوب الارض كلها ولم يسبق لزعيم اوقائد ونجم في الفن والرياضة ان يجد هذا الاجماع والتقدير مثلما حظي به الاطباء وكادرهم المساعد ومن يساندهم من علماء وباحثين في المختبرات ومراكز الابحاث وبهذا اعادت كارونا تركيب الهرم الاجتماعي ووضعت الانسان المناسب في المكان المناسب في معادلة جديدة ستساهم في صياغة معايير الاولويات من جديد داخليا وخارجيا مثلما يحدث بعد اي حرب كونية شاملة.
ونعود لعراقنا المحتقن بتراكم الازمات والذي يعاني من هيكلية سياسية ومن هرم للطبقات يتسلط فيها الجاهل باسم الديمقراطية والدين والمظلومية والجهادية ويستحوذ على امتيازات غير مسبوقة ويهمش العالم والمفكر والمختص حتى ظهر الوباء والذي اكد شعارات الثورة التشرينية المباركة التي ترفض هذه الطبقة السياسية الطفيلية ومؤسساتها المزيفة بوصفها رديفا لقتل البشر لايقلون خطرا عن وباء كارونا وحان الوقت لتطهير المحتمع منهم ونعيد ترتيب هرم الاهمية في ضوء عطاء ودور كل انسان في خدمة المجتمع في المجالات كافة وتاكد لنا بدون شك في هذه الازمة وما سبقها من ازمات ان البرلمان ومجالس المحافظات وموسسات العدالة الانتقالية والهيئات والمفوضيات ما هي الا وباء يفتك بالمال العام وينخر في جسد الدولة...ولعل من الانصاف في ظل هذا الظرف الحرج ان نصدر القوانين التي تعظم مسارات الابحاث العلمية المتخصصة الحقيقية وليست الشكلية ونطور الصناعات الدوائية والاحهزة الطبية واعتماد انظمة صحية رصينة لانقاذ حياة الملايين من البشر وتوفير المليارات..وتقتضي الضرورة اعتماد (وسام الوفاء) يمنح لكل عراقي غيور مارس تضحية متميزة لحماية الانسان والمجتمع بوصفه بطلا للوفاء في مبادراته وافعاله الانسانية والوطنية والمهنية .. وتحدد الضوابط في نظام خاص يؤطر بقانون يشتمل على امتيازات نوعية... ولحين صدور هذا القانون المطلوب من الحكومة والبرلمان لابد من تقديم مكافاة عاجلة ومجزية للكوادر الطبية وللمتطوعين لمواجهة الوباء والتضامن مع المجتمع التي تصدت للوباء بشجاعة وهذا اقل مايمكن ان نقدمه لاشخاص قدموا تضحيات وخدمات جليلة لاوطانهم عرضتهم للخطر الحقيقي لم نلمسها عند الذين ادعوا الحهاد والتضحية في رفحاء التي تقتطع من ارزاق الناس وتمنحه لمترفين في دول العالم لا تربطهم في الوطن الا الامتيازات...فهل نستطيع ان نفي بتعهداتنا لهؤلاء الناس الذين كانت لهم ادوار استثنائية واضافية عن اقرانهم من اطباء في العالم كوننا نعمل في ظل دولة فاشلة وبنية تحتية مخربة ووزارة صحة نهبتها الاحزاب والمليشيات الوقحة..!

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group