تغييب إرادة الشعب !

د.علي شمخي

14/06/2018

ثمة احزاب وكيانات تريد فرض رؤيتها ومنهجها في ادارة البلاد ويبدو انها غير مستعدة للتخلي عن هذه المهمة ولاحتى الاعتراف بفشلها في التجارب السابقة واذا كانت الديمقراطية في معناها الحقيقي تعني اشاعة ثقافة التداول السلمي للسلطة فان الديمقراطية بمفهوم هذه الاحزاب والكيانات تعني القدرة على ابتكار الطرق والاساليب التي تمكنها على البقاء في السلطة مهما كانت النتائج ويمكن القول ان ماشهدته العاصمة بغداد من احداث خطيرة خلال الايام القليلة الماضية يبعث بدلالات خطيرة تؤكد اصرار المنتفعين الذين افقدتهم الانتخابات صفتهم الشرعية في التحكم بمقاليد الامور على حرف المسار الانتخابي واحلال الفوضى محل الهدوء والاستقرار وتعميق الانتهاكات في مفاصل العملية السياسية التي تمكن الشعب العراقي من استعادة عافيته وثقته بادارات الدولة ومؤسساتها ونهجها في تقديم الخدمات فالتفجير الذي طال مدينة الصدر وراح ضحيته العشرات من الشهداء والجرحى والحريق المتعمد الذي استهدف صناديق الاقتراع وبعض المواد العينية العائدة الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات يرتبط ارتباطا وثيقا بالارادات المشبوهة لمجموعات مناصرة لتلك الجهات النفعية التي اشرنا اليها وهي تتغذى على اجواء الشحن الطائفي وخلق الفوضى وبث مظاهر الخوف والقلق من اجل الاقتراب من اهدافها لذلك ليس من الصحيح التهاون بمواجهة مثل هذه الاطراف التي عبثت وتريد العبث بالمزيد من ممتلكات الشعب والدولة وعرقلة عملية تداول السلطة كما انه ليس من الصحيح تغييب ارادة الشعب العراقي في اقتلاع جذور هذا الفكر المريض والمنهج الخطير من خلال السماح لاحزاب وكيانات ثبت تورطها في ممارسة الفساد والاساءة للوطن والشعب بالمشاركة مجددا في تولي المسؤوليات والمناصب داخل السلطة التنفيذية وشمولها باية صفقات وتحالفات تمكنها من العودة مجددا الى المشهد السياسي بما يثير السخط والنقمة على النظام السياسي برمته وليس من المعقول ان توجه الدعوة من خلال تصريحات لممثلي التحالف الجديد الذي يسعى لتشكيل الكتلة الاكبر الى جميع الاحزاب والكيانات للانضمام الى هذا التحالف من دون تمحيص وتدقيق بملف من فشل في الاداء او خان الامانة التي اؤتمن عليها او تلطخت سمعته وسيرته في الحكم بنهب المال العام وفرط بوحدة العراق وسيادته مما يعني سعي مثل هذه التحالفات الى تغليب ارادتها على ارادة الشعب وسلب محاسن الديمقراطية وتغييب عناوينها ومظاهرها والطعن بمضامينها.

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group