ما الاهداف من انسحاب قوات التحالف الدولي من بعض المعسكرات في العراق

30/03/2020 العراق

قال الخبير الامني طالب الزيدي، اليوم الاثنين 30 اذار 2020، ان " وباء كورونا استهدف الجانبين السياسي والديني"،  اضافة للجانب الاقتصادي"، مبينا ان " المقاومة اجبرت قوات التحالف على الانسحاب من بعض مواقعها في البلاد". 

وذكر الزيدي، في برنامج حوار، الذي بث عبر راديو نوا، ان " امريكا استغلت تسمية قوات التحالف، لان اغلبيتها هي القوات الامريكية مقارنة بباقي الدول"، مشيرا الى " وجود طيران مكثف فوق المواقع العسكرية العراقية وصل الى اجزاء من محافظة ديالى، مبينا ان"هنالك مواقعا عسكرية ربما ستكون ضمن استهداف هذه القوات".

واضاف " اتوقع ان " تتم عملية تبادل الادوار مابين امريكا وبريطانيا"، مبينا انه" عند انسحاب امريكا سنرى العجوز الكبرى في العراق".

واكد باننا " بحاجة الى سياسة احتواء لجميع مكونات الشعب، وان بعض عناصر داعش رضينا ام ابينا هم جزء من ابناء هذا البلد".

اما اللواء المتقاعد والمحلل العسكري ماجد القيسي، فأشار في البرنامج ايضا الى "وجود خطط لاعادة التموضع وتقليص القوات، بعد القضاء على تنظيم داعش"، مبينا ان" الانسحاب جاء بهذا السياق، ولكن انتشار فيروس كورونا سرع من هذا الموضوع".

وذكر انه" تم تسليم قاعدة القائم وهي قاعدة صغيرة، وقاعدة القيارة وكي وان، وقد تلحقها قواعد اخرى ايضا داخل البلاد"، مبينا ان "هذا الانسحاب جاء ضمن خطة متفق عليها مع الجانب العراقي".

وبين القيسي، ان "الصراع الايراني الامريكي، انعكس سلبا على البلاد، ادخلنا بالكثير من التعقيدات"، لافتا الى ان" فرنسا والجيك والمانيا قاموا بسحب قواتهم ايضا، اضافة الى محاولة بريطانيا ايضا سحب قواتها"، موضحا ان " هذا الانسحاب جاء بسبب انتشار فيروس كورونا واحتياج هذه الدول لجيوشها".

واضاف ان " الضربات الايرانية ستستمر بشكل متفرق على القوات الامريكية، لايصال رسائل سياسية فقط بدون احداث اي ثأثيرات على الجانب الامريكي".

وذكر ان" الخلايا الباقية لعناصر تنظيم داعش لايمكنها ان تقوم بالعمليات التي قامت بها عام 2014، وانها استنفذت جميع امكانياتها".

وجاء انسحاب القوات الأميركية فجر الخميس من قاعدة القيارة جنوب الموصل وتسليمها للقوات العراقية، بعد أيام من انسحابها من قاعدة القائم بالتزامن مع انسحاب الجنود التشيك والفرنسيين المنضوين ضمن قوات التحالف الدولي من العراق.

الخبير الأمني هشام الهاشمي، اشار إلى أن "القوات الأميركية بدأت الانسحاب من المعسكرات غير الآمنة الهشة التي لا تضم ملاجئ محصنة وليس القواعد، وهي معسكرات القائم (ثلاثمئة جندي أميركي) ومن معسكر القيارة وستنسحب من معسكر كي وان وبسماية.

وأرجع الهاشمي انسحاب القوات الأميركية إلى قاعدة عين الأسد وقواعد كبيرة أخرى، جاء من أجل تأمين هذه القوات في قواعد محمية ببطاريات الدفاع الجوي الباتريوت، خاصة أن هذه الانسحابات جاءت بعد أسبوعين على إيقاف تدريب التحالف الدولي للقوات العراقية.

وعن احتمالية أن تكون تلك الخطوات ترضية لبعض القوى الشيعية، يقول رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري إن "الانسحاب الأميركي لا علاقة له بالشأن السياسي مطلقا، منبها إلى أن الولايات المتحدة رفضت قرار مجلس النواب العراقي، وبالتالي، فمن غير المنطقي أن تحاول التهدئة مع المعارضين لوجودها."

وعما يدور عن احتمالية دعم واشنطن لانقلاب عسكري في بغداد وترابطه مع الانسحاب من القواعد الهشة عسكريا، أوضح الشمري أن "هناك مسارين يمكن أن يحدثا بدعم أميركي في العراق دون تغيير النظام السياسي، يتمثل الأول في أن تدعم واشنطن تحركا داخليا في بغداد لدعم معادلة سياسية جديدة ضد أخرى قريبة من إيران، والثاني يتمثل في دعم أميركي كبير للمعادلة السياسية المقبلة، بما يعني احتمالية طلب الحكومة الجديدة دعما أميركيا للسيطرة على الأمن في بغداد."

اما الكاتب والصحفي سامان نوح، يرى "انسحاب القوات الأميركية أعادة للتموضع فقط دون انسحاب كامل مع إيقاف تدريب القوات العراقية وإبقاء قوات فعالة وفي مناطق محددة ومحصنة فقط"، مرجحا أن" الوضع بعد فيروس كورونا لن يعود كما كان، إذ إن دول التحالف المنسحبة لن تعود مرة أخرى للعراق بفعل احتمالية تقليص موازناتها العسكرية والنفقات.

واكد رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، رصد طيران غير مرخص فوق مواقع عسكرية عراقية، محذرا من  مغبة القيام بأعمال حربية ضد أي مواقع عراقية.

وقال عبد المهدي، في بيان له، إن "الأعمال اللاقانونية في استهداف القواعد العسكرية العراقية أو الممثليات الأجنبية هو استهداف للسيادة العراقية وتجاوز على الدولة"، مشيرا إلى أن "الحكومة تتابع بقلق المعلومات حول وجود طيران غير مرخص به بالقرب من مناطق عسكرية.

وشدد عادل عبد المهدي على أن "الجهود يجب أن تتوجه لمحاربة داعش وبسط الأمن والنظام ودعم الدولة والحكومة والتصدي لوباء كورونا"، داعيا إلى "وقف الخروقات والأعمال الانفرادية واحترام الجميع للقوانين والسيادة العراقية"حسب قوله.

وكان رئيس الوزراء المستقيل، قام امس الأحد، بجولة في بعض الشوارع العراقية، لمتابعة إجراءات فرض حظر التجوال، الذي تفرضه الدولة، ضمن إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد، الذي تحول إلى وباء عالمي.

اما المتحدث باسم «البنتاغون»، العقيد شون روبرتسون، فأكد "أن قوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، ستستأنف عملياتها ودعمها للقوات العراقية التي علقتها لمواجهة خطر تفشي فيروس «كورونا» المستجد، حالما تسمح الظروف بذلك.

وقال روبرتسون لـ«الشرق الأوسط» إنه بعد تعليق القوات العراقية عمليات التدريب لمنع انتشار الوباء، تقوم قوات التحالف في الأيام والأسابيع المقبلة بإعادة بعض قواتها بشكل مؤقت إلى بلدانها، مؤكداً أن التحالف الدولي ملتزم بإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم «داعش»، من خلال شراكته مع القوات العراقية، وسيستأنف عمليات التدريب حالما تسمح الظروف بذلك".

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group