من الناصرية الخبر اليقين

فاتح عبد السلام

30/11/2019

يبدو انّ نظرية القمع الأمني لاتزال مبنية على أساس واحد هو إعدام عشرة في الشارع فيرتدع المليون ثم يفرون ويتركون الاهداف التي خرجوا من أجلها في الوقوف بوجه الفساد الذي أصبح أكبر عنوان في العراق، وألحق العار بهذا الاسم المبجّ للبلد التضحيات والعطاء والتسامح والخيرات والقلب الواحد.

في الناصرية سقطت، مع عشرات الشهداء، نظرية أخرى تحمل منذ شهرين اسم المندسّين، فالناس كانت ترى القَتَلة بعيونها وجهاً لوجه، ولمتعد وسائل التستر التي أطلقها ضعاف النفوس من العناوين الكبيرة تجدي نفعاً في الحجب والتضليل والإيهام والتكذيب.

من الناصرية في قلب جنوب العراق النابض برغم الموت المحدق، جاء الخبر اليقين، بأنّ النظريات القمعية هباء، لا أمل لها في الحياة إلاّ في رؤوس عفنة لاتزال تختبئ هنا وهناك مستغلةً عنوان السلمية الذي توهموا انه دعوة مجانية لقتل الابرياء العُزّل، كونهم لا يملكون قشة يدرأون بها هذا الرصاص الحي الذي تطلقه جهات باتت معلومة أكثر من ذي قبل.

من الناصرية، قلب ذي قار، اتضح الدليل تلو الدليل، مع كل رصاصة نالت من شهيد عراقي، في أنّ الفشل في ادارة البلاد هو الأمر الثابت الذي ينتظر التغيير من دون اية محاولة للف والدوران في أفلاك التهويمات اللفظية والشعارات التي سقطت قدسيتها المزعومة منذ زمان.

هي ليست الناصرية الشهيدة وحدها تحمل العنوان الجديد للعراق النازف، وانّما هو كلّ الجنوب، كما هي بغداد دائماً، ومن قبلها جميع مدن العراق المعذّبة المنكوبة.

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group