هل يمكن قراءة سقف زمني للتظاهرات في بغداد وجنوب العراق، بعد مضي ما يقرب من أربعة أشهر على اندلاعها؟
هذا السؤال يكاد يكون في بال ملايين العراقيين الباحثين عن الخلاص والانتقال من ضفة إلى أخرى.
هناك سؤال آخر في سياق الإجابة، هو هل يمكن ان تمتد الاحتجاجات الى أربعة عشر شهراً أو أربعة وعشرين شهراً بدلاً من أربعة أشهر؟
الجواب الأولي انّ ما مضى لا يكاد يكون مقدمة بسيطة لما سيكون، وانّ الزمن الذي مضى قصير جداً، وانّ الطريق لتحقيق الأهداف المعلنة طويل ومدمّى.
لو نظرنا إلى الرقم 760 قتيلاً حتى مطلع العام الجديد، من دون أن يهتز رمش للعالم الذي يراقب بدقة ما يحدث في العراق، وليس غافياً أو نائماً أو منشغلاً عنه كما يخيّل لبعضهم، لوجدنا انّ الرقم كبير من الضحايا بحسب الاعتبارات الإنسانية، ولكن في حالة العراق الساعي للخروج من ثوب من أجل ارتداء ثوب آخر، فإنّ المسألة معقدة وستفضي إلى نتائج تاريخية من التغييرات التي لا علاقة لها باختيار رئيس حكومة انتقالية أو انتخابات مبكرة، لأن رقم التضحيات يصطدم بتقاطع حدي مع مشروع متجذر لن يتنازل أصحابه ولو تكتيكياً عن نقطة أساسية فيه، وهو مشروع غير عراقي في الأصل، وما العجلة العراقية سوى صاحبة دور مقنن في الدوران داخل تلك العجلة ليس أكثر.
لذلك نراهم في طبقة السلطة الرسمية حائرين لا يعرفون كيف يتصرفون، وهم في السلوك العام ليسوا أكثر من سلطة تابعة تنتظر ردود أفعال الآخرين لتسير في اتجاهها.
لا نزال في بداية الأجندة الزمنية للأحداث، لأن سقف المطالب هو صناعة تاريخ جديد في المنطقة، والعالم يعرف مَن هو الذي يقدر على صناعة ذلك التاريخ في النهاية. والمسألة ليست سائبة كما تبدو في بعض جوانب المشهد أحياناً.