إنَّ مقتلكم الطائفية

علي السوداني

11/03/2020

وقد أتى على الرعية زمانٌ طويلٌ رديء، فيه النورُ شمعة صغيرة بجبل ظلام ويأس، حتى تبلبلت أرواحهم وتبلدت عقولهم وتاهت قياساتهم، فصاروا للحق كارهين وللعدل مجتنبين وللكراهية المريضة منتجين، وللجدل العقيم جالسين.

هذا يحبُّ إيرانَ ويكرهُ تركيا، وذاك يكرهُ إيرانَ ويحبُّ تركيا، وكلاهما ينامان على ضَلالٍ مبين، وفي عبِّ كلِّ واحدٍ منهما، خروفٌ طائفيٌّ مريضٌ، يمعمعُ ويكادُ يصيح!!

إنَّ الفارسية القديمة والعثمانية الجديدة، هما فكرتان شريرتان عنصريتان طمّاعتان، وتشبهان الى حدٍّ بعيد، الصهيونية المجرمة الغازية القائمة حتى الآن بفلسطين العربية المحتلة.

من رحم هذا المشهد الحزين الملتبس، ولدت وترعرعت الظاهرة" الذيلية" التي يؤمن أبناؤها المرضى الخائنون، بحق الأجنبي الغازي في أرضنا ومائنا ونفطنا وزرعنا.

والذيول اليوم ليس أولائك التابعين للمستعمرين القدامى فقط ، بل هم اليوم ذيول ومفرخة ومنغلة تركيا من الشمال وإيران من الشرق، وغداً أثيوبيا من الجنوب، فالأول يغض النظر ويصم الأذن ويبلع الحروف، عندما تطلب منه أن يستنكر على أضعف الإيمان، احتلال العثمانيين الجدد لأرضٍ سوريةٍ معروفة اسمها الاسكندرونة، وعدم الاعتراف والتوقيع الرسمي على حصتي سورية والعراق بماء دجلة والفرات، بل تصل بهم الوضاعة والدونية والخيانة، الى حد السكوت الذي يشبه الرضا، عن أفكار باطلة مقبورة ينبشها أردوغان السفاح وعصابته القومية الشوفينية المتطرفة، حيث يتحدثون علناً ومن دون ذرة خجل وضمير، عن ما يسمونه باطلاً بحقوق تركيا في كركوك والموصل العراقيتين العربيتين الراسختين، ومناطق اخرى بشمال الشام التي أحرقوها بغبائهم ودونيتهم وخيانتهم المعلنة والمشتراة بقوة المال الحرام، وخزعبلات التزوير والتضليل الديني القناع!!

نفس القياس ينطبق على مفرخة إيران، الذين سيضحكون عليك إن حدثتهم عن مواصلة احتلال دولة الفقيه لجزر الامارات العربية، وتجاوزهم على ماء العراق بشط العرب وغيره، بل وحتى على نفطه تحت عذر مضحك من أعذار الحرامية المحترفين، وقد سموه "حقول النفط المشتركة" برعاية ثقافة التسامح والتلاقح!!

أما في زمان فايروس كورونا اللعين، فلقد سقطت أقنعة هؤلاء بصورة مرعبة، وبانت على أنفسهم درجة التوحش، حتى صاروا يرقصون ويغنون سراً وعلانية، لأنّ لعنة هذا الوباء القاتل قد فتكت بهذه الدولة وناسها الأبرياء، وكانت رحيمة مع الدولة الأخرى وأهلها!!

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group