لا يبدو أن بين أمريكا اليوم وأية دولة مرمية على رف العالم الثالث فرقاً شاسعاً ، سواء وقع هذا بباب الخطاب السياسي والدعائي أو ببيبان اخرى مكملة لعموم المشهد . نظرية المؤامرة التي طالما الصقتها امريكا بخصومها ، ها هي تظهر بقوة ووضوح شديد هناك خاصة في عهد الرئيس دونالد ترامب الذي بدا أقرب الى التاجر المهرج الذي ينادي على بضاعته البائرة بطريقة تجلب العطف والسخرية والغضب معاً ، وهروب الزبائن بعد شعورهم بالتقزيز وبالتفزيز . من دفتر تلك النظرية التي صارت غطاء لمؤامرات قائمة وكثيرة ، اتهم خصوم ترامب من الديمقراطيين من قبل ، الرئيس بالاستعانة بالعدو الروسي القديم الجديد ، من اجل الفوز بكرسي القمة في البيت الأبيض الذي تسخّم لونه الآن برماد الأكاذيب والنكات البالية ، والليلة الفائتة صرح الرئيس القلق ومن دون أن يشعر بحرج وانثلام هيبة ، بأن الحزب الشيوعي الصيني سيفعل كل ما بوسعه من أجل أن يخسر انتخابات الرئاسة القادمة !! في عملية مكرورة لنبش الطامس والغاطس من الأيام ، قدمت موظفة بائدة هدية عظيمة لترامب الجائع ورفعت دعوى قضائية ضد منافسه التالف جو بايدن واتهمته بالتحرش الجنسي ضدها أثناء العمل ، ومن المنتظر أن تكشف تلك المرأة تفاصيل مثيرة للواقعة التي رفضها الشائب جو ، وامتنع عن تسليم أولياتها المثبتة بحجة انها تحتوي على معلومات خاصة بالأمن القومي الذي تساوى الآن مع الأمن الجنسي الدنيء !! ترامب وجوقته الشطار شجعوا الأمر ورشقوه بسطل زيت ، مستعيدين نجاحهم الساحق قبل اسبوعين من بدء الانتخابات الأولى ، حيث تم فتح النار على المرشحة هيلاري كلنتون بعلة بيل كلنتون ، وكانت الفضيحة حينها تتصل بالبريد الالكتروني الضخم الذي قامت هيلاري باخفائه من صندوقها ، ورفضت التعاطي مع الأسئلة والتحقيق فسقطت بالضربة الهالكة !! اما كورونا فسوف يكون سلاحها ذا حدين متساويين في مساعدة ترامب او في اسقاطه ، خاصة ان الوباء لا يشمل التضحية بالبشر فقط بل يذهب الى التضحية بصحة الاقتصاد الامريكي المريض الآن ، وجيوب الناخبين ووظائفهم واعمالهم ، وهذا أمر عظيم يهم الشعب الامريكي ، ولم يجد ترامب حتى اللحظة تأويلاً لموت الشركات المتوسطة والصغرى ، سوى بالهجوم المزدوج على روسيا والسعودية ووصفهما بالتآمر على امريكا ، من خلال اغراق سوق العالم بنفط رخيص اضطرت بعض شركاته لأن تدفع للزبائن كي يشتروه !!