رابطة سوق التاكسي

د. هاشم حسن التميمي

23/01/2019

بعيدا عن السياسة وقريبا من حياة الناس اليومية نقول ان النقل العام عصب الحياة ومظهر من مظاهر الحضارة والتقدم  فالشارع ونظامه العام مؤشر لحضارة البلد او تخلفه.

ولعل الاشارة لوجود النقل مثل باصات مصلحة نقل الركاب تذكرنا بهذا الباص الاحمر رمز النظام والانتظام والامان والغريب اننا عشنا هذه التجربة على مدى النصف قرن الماضي وكانت هذه المركبة الحمراء ملاذنا ومصدراً لامننا وتقدمنا حتى جاء الغزو وحدثت الفوضى واستبدلنا  هذه الباص الشعبية بملايين  السيارات تسبب الزحام وتلوث البيئة وتخرق النظام  وتهدر المال العام وفشلت الحكومة في تسيير هذه(الامانة) لضعف قدرتها في ردع اصحاب الكيات والمافيات التي لاتريد القانون ولا النظام  فمنعت دخول هذه المركبات الحديثة للمناطق الشعبية لفسح المجال للكيات والكوسترات والستوتات والتكتك لتغمر الشوارع ونرسم صورة كوميدية للعاصمة بغداد التي تغنى بها  الشعراء وما كان يدور  في خلدهم هذه الفوضى بل كانوا يحلمون بالمترو والباصات الحمر التي تختزل ملايين السيارات في بضع مركبات وكاننا في شوارع لندن وباريس.

ومع هذه الصورة تبرز محاولات راقية بتاسيس شركات للنقل بالتاكسي تعتمد انظمة التواصل الاجتماعي لتلبية خدمات الناس بسيارات نظيفة ومواعيد مضبوطة واسعار معقولة ولكي نطور هذه التجربة  ندعو لتاسيس  رابطة لاصحاب التاكسيات تقوم بتسجيلهم اصوليا وتتولى تنظيمهم وضمان حقوقهم اسوة بالنقابات الاخرى وبالمقابل تضمن خدمات مريحة للناس  في ظل امن الركاب وتمتعهم بخدمات تقدم بذوق عال  بدون استفزاز او  تحرش  مع وجود سجلات دقيقة عن كل سائق مركبة ولكي تنجح هذه التجربة لابد من اعتماد اليات عالية في تسجيل المركبات ومنع السيارات الخصوصي بممارسة هذه المهنة او الذين يعملون في اجهزة الامن الداخلي  ويقودون التاكسي بعد هروبهم من الدوام الرسمي… ونحن بانتظار عودة الباص الاحمر لشوارعنا ومدننا مع  شركات  متطورة  للتكسيات لنوفر المليارات ونرحم الناس من التلوث  الذي قتل  مئات الالاف من الناس ونحلم ان ينظم النقل بعقلانية ونتخلص من الزحام الذي  سرق اعمارنا ودمر احلامنا.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group