تلوث بيئي يهدد حياة الآلاف من سكان السليمانية ولا حلول حتى اللحظة

23/05/2019 شيرين احمد
جانب من التلوث البيئي

بقعة جغرافية صغيرة لكنها تهدد حياة الآلاف من سكان مدينة السليمانية، لا سيما وان طبيعة التلوث الذي تحتويه هذه المنطقة تدعمها عوامل عدة تساهم في زيادة مساحة التلوث إلى درجة اختراق منازل السكان دون أن يشعروا بحجم "الكارثة".

نهر تانجرو الذي ينبع من شرق كوردستان ويمر باراضي الإقليم، تحديداً محافظة السليمانية، يشكل تهديداً رئيسياً لحياة السكان هناك، بسبب تدهور جودة مياه الشرب وازدياد سميتها وذلك على آثر التلوثات الناجمة عن المعامل وبقايا الترفيه البشري، التي تحيط باغلب ضفاف النهر ان لم يكن جميعها، لا سيما وان هذا النهر يختلط بنهر آخر اسمه "سيروان" حيث يعد أحد المصادر الرئيسة لمياه الشرب في السليمانية.

وقال احد سكان المنطقة في حديث خص به موقع راديو "نوا" ، إن المياه التي تمر عبر تانجرو تختلط مباشرة بمياه نهر "سيروان" والذي يعتمد عليه آهالي المنطقة بـ "الشرب والزراعة" رغم حجم التلوث الذي يحتويه النهر، داعيا الجهات المعنية إلى الاهتمام بالموضوع وايجاد الحلول العاجلة.

ويستقبل نهر تانجرو نحو 200 طن من النفايات والأتربة المتجمعة من مختلف مناطق السليمانية ترمى في مكان قريب من النهر داخل مساحة 230 كم مربع في حفر منفصلة بعمق 10 امتار.

وفي هذا السياق تحدث لـ "نوا" رئيس جمعية كوردستان خضراء، اراس زردشتي، مشيراً إلى أن حماية البيئة لا يمكن ان تنحصر بخطة واحدة بل تحتاج الى خطة شمولية، من شأنها معالجة جميع القضايا البيئية التي يتعرض لها الشخص سواءً كانت محدودة الآثر او شديدة.

وفيما يخص نهر تانجرو، أكد زردشتي على ضرورة تشكيل هيئة عليا للبيئة تكون المنظمات البيئية جزءً من تركيبتها، لهدف وضع الجهات الحكومية على المسار الصحيح الذي يتجه نحو تنقية البيئة.

وأشار زردشتي إلى أن حماية البيئة تحتاج لخطوات بعيدة المدى، إضافة إلى تواصل الحكومة مع المنظمات البيئية لآجل رسم خطط خمسية أو عشرية يمكن من خلالها انتشال التلوث وخلق بيئة صحية.

وحسب المؤشرات التي وصل اليها راديو "نوا" فأن عدة اشارات بارزة، تؤكد تلوث مياه نهر "تانجرو" وهي اختلاف طعمه ورائحته ولونه عن المعايير الطبيعية لمياه الأنهر.

 وتعد المواد البلاستيكية من أخطر المواد ضررأً للارض والمياه باعتبارها لا تتحلل مع التراب.

وأحتج العشرات من نشطاء البيئة ضد مظاهر التلوث التي تهيمن على مشهد النهر في منطقة تانجرو، حيث طالب المحتجون الحكومة المحلية للسليمانية بوضع قوانين شديدة من شأنها الحد من تلوث مياه النهر الذي أصبح يشكل خطورة كبيرة على اهالي المنطقة.

مديرية مياه السليمانية أكدت أن القوانين العراقية لم تتساهل مع المتورطين بتهديد البيئة والتسبب في تلويثها.

وقال مدير ماء السليمانية سربست عمران قادر في حديث لـ "نوا" إن العقوبات البيئية في العراق شديدة وصارمة، حيث تصل أحكامها أحياناً إلى السجن وفرض العقوبات المالية بما يتناسب مع حجم المخالفة.

وزاد قادر أن دائرة البلدية في السليمانية لديها الصلاحيات الكاملة بفرض الغرامات المالية بحق المخالفين لشروط البيئة، مؤكداً ان بعض المتورطين بتلويث البيئة او مخالفة التعليمات الخاصة بذلك، يواجهون احكاماً  شديدة داخل محاكم السليمانية.

وكشف قادر عن وصول قرار من مجلس وزراء الإقليم يقضي بإغلاق قسم كبير من مصافي النفط غير المرخصة من قبل الثروات الطبيعية والدوائر المعنية.

وشهدت البيئة الطبيعية العراقية تدهوراً كبيراً في السنوات العشرين الأخيرة أصاب كل مكوناتها، إذ طال التلوث الهواء والتربة والماء. حيث يعد التلوث البيئي القاتل الثالث في العراق بعد أعمال العنف والأمراض، وفق تقارير عراقية طبية.

وزاد حجم الكارثة البيئية في العراق خاصة بعد ثلاث حروب مدمرة، أفضت إلى دمار هائل في مكونات البيئة الطبيعية، حتى بات من غير الممكن للحكومة العراقية بإمكاناتها المحدودة، وفق خبراء، أن تقوم بهذه المهمة منفردة دون مساعدة دول الجوار المعنية مباشرة بالأمر والمتضررة من هذا التدهور، وبمساعدة وإشراف المنظمات الدولية المعنية.

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group