أمريكا تطالب اوروبا بتسلم مواطنيها المنتمين لداعش وتتساءل عن كيفية التعامل معهم

19/02/2019 العالم
عوائل داعش

طرحت الولايات المتحدة سؤالا على دول أوروبية يتعلق بشأن تسلم المئات من مسلحي داعش ، وكيفية إجراء محاكمات لهم، والسبل التي تتعامل بها دول الاتحاد الأوروبي مع العائدين منهم وفق BBC  عربية .

وذكر الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، في وقت سابق إنه يتعين على بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاء أوروبيين آخرين استعادة أكثر من "800" من التنظيم أسروا على الأراضي السورية، مشيرا في تغريدة عبر حسابه على "تويتر " دولة الخلافة آيلة للسقوط" ، والبديل ليس جيدا، مبينا أن الولايات المتحدة قد تضطر لإطلاق سراح هؤلاء المسلحين.

وكان وزير الداخلية البريطاني، ساجد جاويد، قال في وقت سابق، إن شاميما بيغوم، وهي طالبة لندنية سافرت إلى سوريا للالتحاق بتنظيم داعش عام 2015، قد تمنع من العودة لبريطانيا، مضيفا: رسالتي واضحة إذا دعمت تنظيما "إرهابيا" في الخارج فلن أتردد في منعك من العودة .

وتعد "شاميما بيغوم " واحدة من آلاف الأشخاص الذين سافروا إلى العراق وسوريا للانضمام لداعش، فماذا عن الحكومات الأوروبية الأخرى،  وكيف تتعامل مع من  يريد العودة ؟ وفق BBC  عربية .

ويعتقد أن أكثر من 41 ألف شخص من 80 بلدا انضموا لداعش في العراق وسوريا بين /نيسان عام 2013 / وحزيران 2018، بحسب تقرير للمركز الدولي لدراسة التشدد، التابع لجامعة "كينغز كوليدج" في لندن، صدر العام الماضي.

وذكرت BBC  عربية، لقد جاءت أغلب بيانات الدراسة من مصادر حكومية رسمية رغم أن بعض الأرقام تم الحصول عليها من مطبوعات أكاديمية وتقارير من وسائل إعلام ذات مصداقية، مبينة أن فرنسا تأتي في مقدمة القائمة كمصدر للمنضمين للتنظيم بأكثر من 1900 شخص أي ضعف عدد القادمين من الدولة الثانية في القائمة وهي ألمانيا (960 شخصا) وتأتي بريطانيا في المركز الثالث (850 شخصا) .

وجاءت العودة في موجتين الأولى قبل /حزيران عام 2014 والثانية في أوائل عام 2015، فيما يعتقد أن الكثيرين منهم لقى حتفه في العراق وسوريا واعتقل آخرون أو ذهبوا لبلاد أخرى، في حين شهدت دول أوروبا الغربية عودة 1765 من حملة جنسياتها بحسب الدراسة.

وتابعت BBC  عربية ، نقلا عن تحليل للوضع في ست دول أوروبية أجراه البرلمان الأوروبي، فإن نصف من غادر بريطانيا قد عاد وهو أعلى معدل في الدول الست، فيما تأتي ألمانيا في المركز الثاني بعودة نحو ثلث المغادرين، في حين وصلت نسبة العائدين إلى فرنسا إلى حوالي 12 في المئة، وذلك بحسب تقرير البرلمان الأوروبي.
وتتم المعاملة في دول الاتحاد الأوروبي بحسب التحقيق الجنائي وتقييم المخاطر، كما يتم توفير برامج إعادة تأهيل وإعادة اندماج سواء داخل السجون أو خارجها، ومن بين الإجراءات المتبعة فرض قيود على الحركة، بل وسحب جواز السفر أو رفض إصداره.

وقالت BBC  أن التقرير ذكر أن دول الاتحاد الأوروبي الست تتبنى سياسة كل حالة لها خصوصيتها بالنسبة للأطفال العائدين وأغلبهم ولد في العراق وسوريا بعد عام 2012،  وان أغلب العائدين إلى بريطانيا يواجهون تحقيقات أمنية مباشرة لمعرفة ما مروا به وتحديد حجم الخطر الذي يمثلونه وإمكانية إعادة الاستقرار الآمن لهم ، وفي حالة عدم ارتكاب جريمة يتم وضعهم في برامج مكافحة التشدد والتي تتضمن مراقبة مكثفة ودعم من متخصصين نفسيين.

وأفادت وزارة الداخلية ، إن نحو 400 عادوا، وأغلبهم أقدم على ذلك في مراحل مبكرة من الصراع، وتم التحقيق معهم لدى عودتهم، وقد جاء التقييم في صالح عدد كبير منهم بأنهم لم يعودوا يمثلون تهديدا للأمن القومي.

واضاف جاويد في مقابلة مع " صحيفة التايمز" أن عددا من الإجراءات متاح لـ وقف أولئك الذين يمثلون تهديدا من العودة لبريطانيا ومن بينها سحب الجنسية البريطانية  ، عكس بقية دول الاتحاد الأوروبي، تسمح فرنسا بعودة حاملي جنسيتها لمحاكمتهم على جرائمهم في المنطقة بشرط توفير محاكمة عادلة لهم، بحسب تقرير البرلمان الأوروبي.

وأبدت الحكومة الفرنسية اخيرا استعدادها لنقل المزيد من عناصر داعش من العراق وسوريا، فيما العائد إلى ألمانيا يواجه تحقيقا جنائيا وكان المدعون يميلون للحصول على مزيد من الأدلة قبل بدء تحقيق عندما يتعلق الأمر بالنساء ، لكن الامر تغير منذ /كانون أول عام 2017 عندما أعلن أن الرجال والنساء المشتبه في انضمامهم لتنظيم داعش في الخارج لن يواجهوا معاملة مختلفة.

وذكرت BBC ان العائدين يتعرض للاعتقال والتحقيق وأولئك المشتبه في ضلوعهم في عمليات تجنيد وغسيل مخ يحالون الى وحدات متخصصة حيث يفصلون عن باقي السجناء، فيما يضم برنامج التعامل مع العائدين في الدنمارك توفير مرشد وإمكانية الحصول على وظائف وتعليم وسكن واستشارة نفسية ورعاية صحية، وذلك بحسب خبراء في المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي.



ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group