"تشخيص حالات عنف في مدارس اقليم كوردستان واراء تربوية مختلفة بشأنها"

19/11/2019 محمد فاتح حامد

"لقد ارعب المعلم ابنتي واصبحت تكره المدرسة"

قالت اُمٍ إن معلما في احدى مدارس اقليم كوردستان عرض ابنتها الى انواع من العنف النفسي:
"كانت ابنتي تحب التعليم كثيرا، وتجيد القراءة والكتابة بالعربية والكوردية والانكليزية قبل دخولها الى المدرسة وتحب المدرسة جدا وبشغف، لكن بعد دخولها الصف الاول، أفزع احد المعلمين ابنتي وادخل الرعب في قلبها"، مشيرة الى ان معلمها كان يسب ابنتها يوميا ويقول لها (يا ام العيون الجاحظة)، (يا ذات الشعر التالف) ويهددها برسوبها في الصف الاول.

 

واوضحت الوالدة: "طفلتي كانت تعود يوميا الى البيت وهي تبكي ومزقت  ملابسها ودفاترها ووصل الامر بها الى ان قصت شعرها الجميل بالمقص وعندما سألتها لماذا فعلت هذا بنفسك؟ قالت: "كي لاعود الى المدرسة مرة اخرى".

وتابعت "ذهبت مع زوجي الى المعلم وتوسلت اليه الا انه استمر في ترهيب ابنتي وهددها قائلا: "سأصبح عزرائيل وانتزع روحك"، مبينة ان "تهديدات المعلم تركت اثارا سيئة جدا على نفسية طفلتي واصيبت بمرض نفسي واخذتها اكثر من مرة الى الطبيب النفسي ووصل بنا الحال الى ان تركنا منزلنا وهجرنا تلك المنطقة، في حين ان ابنتي وصلت الى الصف الخامس الابتدائي،  ما زالت تذكر التصرفات السيئة لمعلمها آنذاك".

وصرح المدير العام لتربية السليمانية خلال مقابلة مع راديو نوا "من المهم جدا ان تتعامل الكوادر التعليمية تربويا مع التلاميذ من الناحية النفسية والجسدية واللفظية ايضا، ويجب ان تختار تعابير خاصة لاستخدامها مع الاطفال": ستتطلعون على المقابلة كاملة في الجزء الاخير من التقرير:

واكد اولياء الامور الذين تحدثوا لراديو نوا ان سبب عدم تقديمهم الشكاوى يرجع الى خشيتهم من رسوب اطفالهم من قبل ادارة المدارس وطالبوا ايضا بعدم ذكر اسمائهم للسبب نفسه.

والدة طفل اخر طلبت نقل ابنها من مدرسة، كنت اناقش مع مديرها اسباب استخدام العنف مع التلاميذ في مدارس اقليم كوردستان. وعندما سألها المدير مستغربا عن السبب، ردت: "لقد ارهبتم ابني، جميع المعلمين والمعلمات في مدرستك ارهبوا ابني، وعندما يقترب موعد ذاهبه الى المدرسة يرتجف خوفا منكم!"

"المعلمة شدت طفلتي من اذنها وهددتها"

والد طفلة اخرى اخبرنا بما جرى لابنته:

"كانت طفلتي في الصف الخامس الابتدائي تلعب في حديقة قرب منزلنا مع طفلة احدى معلمات مدرستها، واثناء اللعب دفعت ابنة المعلمة فوقعت واصيبت ببعض الخدوش. وبدلا من ان تأتي المعلمة الى منزلنا لحل الاشكال ضربت ابنتي في المدرسة، وشدتها من اذنها وارعبتها، وكانت الطفلة قد اجرت، قبل فترة جراحة لاذنيها وانفها وبلعومها، وبنتيجة الشد اصيبت اذنيها بالتهابات، فذهبت الى المدرسة وعاتبت المعلمة وقلت لها: ان ما جرى كان خارج المدرسة وكان من الافضل ان تأتي الى منزلي ونحل الاشكال، فانتم تربون الاطفال ولايجوز لك ان تحضيهم على الشجار، انت معلمة وابنتي هي ابنتك وتبقى لديك اكثر من بقائها لدي، الا ان المعلمة، اصرت على موقفها.

واضاف والد الطفلة، ان "المعلمة جاءت بعد ذلك الى منزلنا واساءت الينا سباً وشتماً بشكل مشين".

ومن ثم قال والد الطفل ان معلما ضرب ولده وهو في الصف الاول الابتدائي بعد  شجار مع تلميذ أخر فجاء المعلم وضربهما وشدهما من اذنيهما.

"تعرض ابني في المدرسة الى الضرب ومضايقات نفسية"

 والدة طفل اخر روت لنا:

ان "ابني تعرض الى مضايقات نفسية من قبل المعلمين والمعلمات عندما دخل في الصف الاول الابتدائي بسبب شعره الطويل الى ان كره المدرسة وانقطع عنها لمدة سنة كاملة، مشيرة الى ان "المعلمة صفعت ابني على رقبته عندما عاد الى المدرسة من جديد".

ارهبت المعلمة طفلتي بقولها: "انت عديمة الاحساس"

كما تحدثت لنا والدة طفلة قائلة:

"كانت ابنتي في الصف الثالث الابتدائي عندما زجرتها معلمتها مرتين في المدرسة بعدما رأتها في الزقاق، ومنعتها من الذهاب الى الزقاق مرة اخرى وارهبتها نفسيا بقولها "انت عديمة الاحساس".

واضافت والدة الطفلة ان "معلماعاقب التلاميذ، من ضمنهم ابنتي، بالوقوف الى انتهاء الدرس من دون ان يدرسهم المادة عقابا على ما اثاروه من ضوضاء في الصف".

ولي امر تلميذة اخرى قال لنا إن "مدير مدرسة ابتدائية شد اذن ابنتي لانها لم تسمع كلامه لاكثر من مرة"

"ما زالت اثار ضرب المعلمة موجودة على يدي طفلتي  بعد مرور سنة!"

 وقال والد طفلة:

"اهانت المعلمة ابنتي، وكانت في الخامس الابتدائي، وعاقبتها بمسح جميع شبابيك الصف لانها لم تجب على احد اسئلتها، كما ضربتها في مرة اخرى على يديها بالمسطرة وما زالت اثارها موجودة على يديها بعد مرور سنة!"

مواقف الكوادر التعليمية من العنف ضد التلاميذ

"انا اتفق مع هذا النوع من الضرب تجاه التلاميذ!"

المعلم كاروان محمود علي/ معلم في مدرسة شيخ ويساوا الاساسية في السليمانية (وتشمل المراحل الدراسية من الاول الابتدائي الى الثالث المتوسط) قال لنا:

إنه ضد العنف النفسي والجسدي الا انه يفضل استخدام شيئ من العنف سماه "بعنف المحبة"، مشيرا الى انه "اذا لم تنفع النصيحة مع التلاميذ فيجب رفع الصوت عليهم".

واضاف علي ان "كان والدا الطفل يتعاملان معه بعنف فنحن ايضا بدورنا نتعامل معه بعنف وهناك حالات من ضرب الطفل انا اسميها بضرب العظمة ويأتي هذا الضرب من المحبة، انا اتفق مع هذا النوع من ضرب التلاميذ".

وانتقد المعلم  العملية التربوية والتعليمية في اقليم كوردستان واتهم وزارة التربية بتخريب العملية التربوية لانها تهتم بمباني المدارس فقط دون غيرها، معتبرا ان خطرا كبيرا ينتظر مستقبل الطلبة ان بقي الوضع على ما هو عليه.

مدير مدرسة ابتدائية قال لنا إن "وزارة التربية لم تمنحنا بديلا اخر للعنف مع التلاميذ، كما انهم تربوا بالضرب ايضا"، معتبرا ان زجر التلاميذ له تأثير ايجابي عليهم، متهما وزارة التربية بالتقصير لعدم افتتاحها دورات للارشاد النفسي للكوادر التعليمية.

"لا ننفي وجود حالات العنف ضد التلاميذ"

المعلم كمال معروف خضر/ مدير مدرسة بمو في السليمانية قال لنا:

"نرفض تماما ممارسة العنف والضرب في المدارس وبالاخص في المرحلة الابتدائية لانها مرحلة اساسية ويجب ان نزرع حب المدرسة في قلوب التلاميذ لا ان نجعله يكره المدرسة".

واضاف خضر، ان "استخدام العنف له علاقة بتربية المجتمع، والمعلم فرد من هذا المجتمع وهناك حالات اثرت سلبا على نفسيته، فعلى سبيل المثال نحن في الشهر الحادي عشر ولم يستلم لحد الان راتبه للشهر الثامن. وفي الدول الاجنبية الوضع الاقتصادي للمعلم افضل بكثير من الوضع الاقتصادي للوزير وهذا يؤثر سلبا على نفسية المعلم".

واوضح "اذا حدثت حالة من العنف ضد التلاميذ فان المعلم ايضا فرد من هذا المجتمع ويجب ان نتعامل معه تربويا، ولا ننفي وجود تلك الحالات فنحن في عملية مستمرة وعملية كبيرة، فوجود 500 تلميذ و50 الى 60 معلما ومعلمة في مدرسة واحدة، فمن المحتمل جدا حدوث حالات ولكن يجب حلها بالشكل التربوي".

كما اعترفت لنا معلمة بانها تعاقب التلاميذ بشد اذانهم وخدودهم بشكل خفيف، فيما اكدت انها تشد اذن ابنها ان لم يتعلم الدرس بعد شرحه له لاكثر من مرة.

اراء الاساتذة الجامعيين وعلماء النفس والمعلمين الاجانب وحقوق الانسان

"اطفال اليوم الذين يصلون الى الدراسة الجامعية يفتقرون للتربية"

تحدثت نياز محمد/ الاستاذة في كلية التربية الاساسية في جامعة السليمانية (وتشمل المراحل الدراسية من الاول الابتدائي الى الثالث المتوسط) قائلة:

"يجب على المعلمين عدم اللجوء الى الضغط على التلاميذ واستخدام العنف معهم، لان العملية التربوية الحديثة مبنية على قاعدة علم النفس وعلم الانسان وتقنيات واساليب ومقاييس خاصة الا ان معلمينا لايجيدونها".

واكدت الاستاذة الجامعية، ان المشكلة الكبيرة التي يواجهها اساتذة الجامعة هي ان الشباب الذين يصلون الى الدراسة الجامعية لم يلقنوا التربية في طفولتهم "لذلك نحن ننشغل بتربيتهم اكثر من انشغالنا بتعليمهم"!، مشيرة الى ان "الطلبة لا يجيدون العربية والكوردية والانكليزية والكومبيوتر ايضا فنضطر الى تعليمهم من جديد!".

وعن تعامل المعلمين مع التلاميذ قالت: "انهم يتعاملون حسب مزاجهم الشخصي ونسبة النجاح والرسوب ايضا تعتمد على مزاجهم الشخصي لاننا لا نملك مقاييس خاصة بالتربية والتعليم"، مطالبة وزارة التربية باصدار قرار بهذا الشأن.

واعتبرت الاستاذة الجامعية ان "ضرب الاطفال جريمة ان كان في المدرسة او في البيت".

عند حديثنا مع معلم اكد انه هدد تلميذة (وهي ضمن التربية الخاصة في الصف الخامس الابتدائي بقص شعرها من جذوره ان لم تسمع كلامه، مستندا في تصرفه الى ان الحصان ايضا يجب لجامه قبل العدو به).

"استخدام العنف ضد التلاميذ يعرضهم للاصابة بالامراض والعقد النفسية"

قال البروفيسور الدكتور كريم قرجتاني/ الاستاذ الجامعي/ المختص في علم النفس:

ان "ضرب المعلم للطفل واهانته يعرضه الى نوع من الصراع يسمى بصراع الانسحاب وان تهديد المعلم للتلاميذ يجعلهم عرضة للالم وهذا من اخطر انواع الصراع الذي يزيد من احتمال تعرضهم الى الاصابة بالامراض والعقد النفسية وتزيد تصرفات الطفل سوءً".

واضاف البروفيسور، ان "التلاميذ والطلبة الذين يتعرضون الى العنف سيكونون عنيفين مستقبلا مع طلابهم واطفالهم"، داعيا المعلمين الى عدم اللجوء الى العنف واتباع الطرق الحديثة والمتطورة في التربية والتعليم المتبعة في انحاء العالم.

وتابع الدكتور قرجاتني ان "الضرب والعنف كالتخدير، فالم الاسنان يوقفه التخدير لفترة من الزمن، الا ان الالم يعود بعد نفاذ مفعول المخدر، لانك لم تحل الامر جذريا بمعالجة اسنانك المتسوسة والملتهبة. فضرب المعلم والعنف كالتخدير، مفعوله لا يدوم طويلا"، داعيا الى فتح دورات للمعلمين وتزويدهم بالارشادات والتعليمات  واي معلم لا يستجيب ولا يشارك في الدورات يجب ابعاده عن هذه المهنة.

"حقوق الانسان تدعو الى انهاء حالات الضرب في مدارس الاقليم"

محمد كومشيني/ المتحدث باسم الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في اقليم كوردستان قال:

 "نسمع بالعنف مع التلاميذ في المدارس عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي وليس عن طريق الشكاوى"، مشيرا الى "عدم تسجيل اي شكوى من التلاميذ او من عوائلهم لدى الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في اقليم كوردستان".
واضاف كوميني: ان "حالات العنف بحق التلاميذ تُسوى بين عوائل الاطفال والكوادر التعليمية"، مشددا على انهم "ضد ضرب الاطفال في المدارس"، مبينا انه "حسب قرار وزارة التربية في الاقليم فان ضرب الطلبة وخاصة التلاميذ منافٍ لبنود حقوق الانسان وواجبات الكوادر التعليمية"، داعيا الى انهاء حالات الضرب في مدارس الاقليم واللجوء الى المحكمة في حال حدوث ذلك.

"يجب رفض العنف بحق التلاميذ حتى وان كسروا ابواب المدارس ونوافذها"

وبشأن ما يقال عن تطابق النظام التربوي والتعليمي في اقليم كوردستان مع النظام التربوي والتعليمي في دولة السويد تحدثنا مع هلمت حسين  مدير مدرستي هيدسوندا و ايتتر هارنيس الابتدائيتين في السويد ، حيث قال:

"هناك فرق شاسع بين النظامين"، معتبرا ان "العراق واقليم كوردستان ما زالا يطبقان نفس النظام التربوي والتعليمي الذي اتت به بريطانيا قبل 100 عام الى العراق".

واكد حسين ان "السويد تتعامل مع التلاميذ حسب المعاهدة الدولية لحقوق الاطفال الصادرة من الامم المتحدة التي تمنع جميع انواع واشكال ايذاء الاطفال"، مضيفا ان "الحكومة السويدية منعت منذ 30 عاما استخدام جميع انواع إيذاء الاطفال".

وشدد المعلم السويدي، الذي كان سابقا معلما في اقليم كوردستان على "رفض السويد استخدام العنف النفسي والجسدي مع التلاميذ وان التلاميذ يجب الا يشعروا بالاهانة وان اي معلم يعتدي على اي تلميذ بالضرب يفصل من عمله مباشرة ويبعد عن مهنته".

واوضح المعلم السويدي "يجب السماح للتلاميذ بتقديم الشكاوى ضد المعلمين والمعلمات او مدير المدرسة كما يجب على اولياء الامور رفض استخدام العنف ضد اطفالهم نهائيا حتى وان كسروا ابواب المدارس ونوافذها".

قالت أم طفلة إن الكوادر التعليمية ارهبت طفلتها التي دخلت هذا العام 2019 الى المدرسة وان معلما يضرب التلاميذ ويرهبهم إن اخفقوا في كتابة الحروف على السبورة.

اتحاد معلمي كوردستان

"هناك حالات عنف في مدارس اقليم كوردستان"

رئيس اتحاد معلمي كوردستان عبدالواحد محمد في حديثه لراديو نوا، اشارالى:

"تسجيل عدة حالات اعتدى فيها الطلبة على المدرسين خلال السنوات الماضية والعام الماضي والحالي ايضا".

وقال محمد "نحن نعلم ايضا بوجود حالات اعتداء من المعلمين والمعلمات على التلاميذ في عدد من مراكز التعليم"، داعيا "الجميع الى تحمل المسؤولية بشأن العملية التربوية والابتعاد عن العنف".

رئيس اتحاد معلمي كوردستان اوضح، ان "اسباب استخدام العنف في المدارس تعود الى مستوى ثقافة المجتمع ونحن نعيش في مجتمع فيه الكثير من العنف وهذا ينعكس على الفرد وعلى المعلمين وعلى التلاميذ والطلبة وعلى الجميع بشكل عام"، داعيا التلاميذ والطلبة الى احترام المعلمين والمدرسين واحترام مراكز التعليم ومؤكدا "ضرورة افتتاح دورتين للمعلمين احداهما في طرق التدريس والاخرى لعلم النفس فكلتاهما ضروريتان لتطوير قدرات المعلمين".

وشدد على "عدم وجود تطابق بين النظام التربوي في اقليم كوردستان مع النظام التربوي السويدي"، مشيرا الى "وجود دوام مزدوج في 1250 من مراكز التعليم ودوام ثلاثي في نحو 200 مدرسة، اضافة الى الدوام الرباعي ووجود نحو 200 مدرسة طينية".

خلال العام الحالي ذاعت حالتا اعتداء على التلاميذ في مدارس اقليم كوردستان، فصل وزير تربية اقليم كوردستان في احدهما مدير مدرسة بعد ان فرض على  تلميذ تنظيف مجاري المدرسة، والاخرى رمي معلم معطف تلميذ في الصف الاول الابتدائي في مكب للنفايات.

المديرية العامة لتربية السليمانية

"يجب اتباع منتهى اللين مع تلاميذ الاساسية"

اكد المدير العام لتربية السليمانية دلشاد عمر في مقابلة مع راديو نوا ان:

"المرحلة الاساسية التي تبدأ من الصف الاول الابتدائي، هي حلقة مهمة جدا حيث ان الطفل يتحول من البيئة العائلية او من رياض الاطفال الى المدارس، عقله وتفكيره منفتحان ومستعد للتربية والتعليم ويشعر بجميع الاشياء ويجب ان نكونفي منتهى اللين معه".

واضاف عمر "الهدف من تدريس المواد في الصف الاول ولغاية الصف الثالث الاساسي هو زرع حب المدرسة لدى الاطفال وحضهم على الاستمرار في العملية التربوية".

واوضح: "من المهم جدا ان تتعامل الكوادر التعليمية تربويا مع التلاميذ من الناحية النفسية والجسدية واللفظية ايضا، ويجب ان تختار تعابير خاصة لاستخدامها مع الاطفال، الا ان في كل بيئة وحتى في العائلة الواحدة نجد فيها من يكون عنيفا او لديه طبع خاص او تصرفات مختلفة"، مبينا "ان حالات العنف تحدث في المدارس المزدحمة حيث هناك مدارس تصل اعداد التلاميذ فيها الى 400 تلميذ".

وكشف المدير العام لتربية السليمانية: ان هذه الحالات تحدث في المدارس، الا انه من الضروري عدم انتشارها والحد منها مشيرا الى  تسجيل اربع حالات خلال هذا العام تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا ان هناك سببا اخر لحدوث هذه الحالات وهو ازدحام الصفوف مع وجود التكنلوجيا التي شغلت الاطفال واصبحوا لايهتمون بالدراسة، كما ان ذوي التلاميذ لا يتحملون مسؤولية اطفالهم كالسابق".

وانتشرمقطع فيديو لمديرة مدرسة ابتدائية في اقليم كوردستان وهي تهدد التلاميذ بصوت مرتفع وتقول: جميعكم من الصف الاول والى الصف السادس الابتدائي، لن نقبل من اي تلميذ ان يتطاول على المعلم، ان ضربك المعلم وحتى ان قتلك، فليس من حقك الرد عليه، لايجوز باي شكل من الاشكال الرد على المعلمين، المعلمون خط احمر!

واشارت معاهدة الامم المتحدة بشأن حقوق الاطفال الى ان: "الاطفال هم جميع الاشخاص دون سن 18 عاما وانهم  يستحقون نفس القدر من الاهتمام ولهم نفس الحقوق ولا يجوز التمييز بينهم، وفي جميع القرارات المتعلقة بالأطفال يجب أولاً مراعاة ما يعتبر أفضل لمصالحهم".

معاهدة الامم المتحدة لحقوق الاطفال

واكدت معاهدة الامم المتحدة لحقوق الاطفال "ان والدي الطفل او الاوصياء الاخرين يتحملون مسؤولية تنشئة الطفل ونموه وتربيته ويجب عليهم أيضًا دعم الطفل في حقوقه، بدعم من الدولة"، مشيرة الى "ان للأطفال الحق في التعبير والاستماع إليهم في جميع الأمور المتعلقة بالطفل ويجب أن تؤخذ آراء الطفل بنظر الاعتبار ، بناءً على عمر الطفل ونضجه، كما ان للأطفال الحق في ممارسة أي دين يريدونه أو لا شيء على الإطلاق ولهم الحق ايضا في حياة خاصة".

وشددت على "حماية الأطفال من جميع أشكال العنف الجسدي أو العقلي أو الإصابة أو سوء المعاملة أو الإهمال أو الاعتداء أو الاستغلال، بما في ذلك الاعتداء الجنسي وأن تضمن كل دولة بانتظام أن الطفل الذي تعتني به السلطات يعامل معاملة جيدة و يجب أن تساعد المدرسة على تطوير وتعليم الطفل عن حقوق الإنسان ، اضافة ان للأطفال الحق في اللعب والراحة والترفيه ويجب ألا يتعرضون للتعذيب أو غيره من الضرب والمعاملة القاسية أو العقوبة".

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group