نشر محرك البحث العملاق "جوجل"، اليوم الثلاثاء 10 كانون الاول 2019، صورة كرتونية للمطربة العراقية الراحلة عفيفة إسكندر على صدارة صفحتها الرئيسية ، محتفلا " بالذكرى الـ98 لميلاد الراحلة "شحرورة العراق".

ولدت اسكندر في مدينة الموصل بمحافظة نينوى عام 1921، من أب عراقي مسيحي وأم يونانية، وعاشت في العاصمة بغداد.

وبدأت الغناء في عمر 5سنوات وكانت أول حفلة أحيتها فى عام 1935 ، حيثة كانت والدتها هي أول من نصحها ودعمها في مسيرتها وأخبرتها بأن الغرور هو "مقبرة الفنانين".

وكانت منلوجست الموسيقى، كما لقبت كونها تجيد ألوان الغناء والمقامات العراقية، هي المغنية الأولى في العصر الملكي للعراق وكان كبار المسؤولين فى العراق من ملوك وقادة ورؤساء ووزراء يطربون لصوتها ويحضرون حفلاتها، لذا فلقبت ايضا بـ "شحرورة العراق".

تزوجت المطربة العراقية فى عمر الـ12 من رجل عازف وفنان قدير عمره تجاوز الـ50 عام واسمه إسكندر اصطفيان، وأخذت لقبه بعد ذلك، وتعاملت مع العديد من الملحنين كان اشهرهم (احمد الخليل وخزعل مهدي والملحن ياسين الشيخلي).

وكانت اول اغنية سجلتها للإذاعة العام 1937 هي (برهم يا برهوم يا بو الجديلة عذبت حالي وايدك طويلة) ثم اعقبتها بأغنيتها الثانية (زنوبة) بعدها اتجهت في الغناء الى قطبي التلحين العراقي (صالح الكويتي وداود الكويتي)، وغنت ايضا المونولوج باللغة التركية والفرنسية والألمانية والإنجليزية، وعملت مع الفنانة (منيرة الهوزوز) والفنانة (فخرية مشتت)، واشتهرت بسرعة بسبب رصانة صوتها وعذوبته.

وظهرت عفيفة لأول مرة على المسرح في ملهى صغير بمدينة أربيل شمال العراق في أواسط الثلاثينات، وكانوا يسمونها (جابر كلي) أي المسدس سريع الطلقات، وأتت هذه التسمية من صفة الغناء الذي أدته، حيث كان غناءً سريعاً، نتيجة لصغر سنها وعدم نضوج صوتها آنذاك، كما أن أول أغنية غنتها في المدينة كانت بعنوان (زنوبة) وهي بعمر 8 سنوات.

ومن الاغاني التي قدمتها شحرورة العراق هي  (يا عاقد الحاجبين) و(ياسكري يا عسلي) و(اريد الله يبين حوبتي بيهم) و(قلب.. قلب) و(غبت عني فما الخبر) و(جاني الحلو.. لابس حلو صبحية العيد)، وغيرها من الاغاني الكثيرة حيث بلغ رصيدها من الاغاني أكثر من (1500) اغنية.

وسافرت عفيفة إلى القاهرة عام 1938 وغنت هناك وعملت لمدة طويلة مع فرقة بديعة مصابني في مصر وهي أشهر راقصة وممثلة مصرية في الأربعينيات.

وكذلك عملت مع فرقة تحية كاريوكا، وأبرز مشاركاتها العربية هي التمثيل في فيلم يوم سعيد مع الفنان الراحل الكبير محمد عبد الوهاب وفاتن حمامة وغنت فيه، لكن لسوء الحظ لم تظهر الأغنية عند عرض الفيلم بسبب المخرج الذي حذفها لطول مدة العرض التي تجاوزت الساعتين.

وتحدث الناقد عادل الهاشمي عن ذكرياته الفنية مع صاحبة الصوت الشجي فقال: في العام 1962 اقيمت حفلة كبيرة في كلية العلوم في الاعظمية وكانت المطربة عفيفة اسكندر هي فارسة الحفلة، وكان الجمهور يترقب ظهورها وحين اعتلت خشبة المسرح كانت عاصفة من التصفيق تملأ الاسماع، بدأت تغني ما يطلبه جمهورها من اغنيات لأنها تحترمه كثيرا".

اما بخصوص الجانب السياسي في حياة المطربة عفيفة اسكندر فقال الناقد الهاشمي "عرف عنها التزامها الشديد بالنظام الملكي واحتفالها المتواصل برجالاته وكانت تمتلك علاقات خاصة ومميزة برئيس الوزراء نوري سعيد الذي كان من اشد المعجبين بصوتها واناقتها، وسجلت بصوتها مشاركتها في اغلب الاحداث السياسية التي حدثت في العهد الملكي، لأنها انطلقت بموقعها هذا من ايمان بأن هذا العهد يعمل جاهدا من اجل ترضية الاطراف والتشكيلات السياسية آنذاك".

وصورت مسلسلة درامية قبل سنوات بعنوان" عفيفة بغداد" العمل يحكي قصة المطربة العراقية عفيفة اسكندر، وضمت العديد من الفنانين العراقيين القديرين، ونقل المسلسل صورا حقيقية لواقع الحياة البغدادية، خلال حقبة تاريخية مهمة تداخلت فيها الثقافة بالفنون بالسياسة، وكانت الفنانة إيناس طالب، التي لعبت دور المطربة عفيفة ، رائعة في تفاصيل الشخصية، كما نجحت في تجسيد دورها.

و توفيت اسكندر في 22 أكتوبر 2012، بعمر 91 عاما، في مدينة بغداد بعد صراع طويل مع المرض، لتخلد ذكراها بأغانيها العالقة فى أذهان الكثيرين إلى الآن.