اللهم لا حسد

زيد الحلي

25/11/2019

اقولها بمحبة وسعادة.. (اللهم لا حسد) للشباب المتظاهرين السلميين، لاسيما الذين تضيفهم الفضائيات.. فهم عنوان الثقافة والمنطق والعنفوان والعقلانية، وحين اشاهدهم، أزهو فرحا.. فأقوالهم حجة، ورؤاهم حكيمة.. همهم الوطن.. اعطوا مثالا في الوعي، وامتلكوا قابليات لافتة للانتباه في ثقافتهم، من خلال اظهارهم الهدف الذي يتوجب تحقيقه بصورة واضحة، متمتعين برؤية سليمة بشأن المسار الذي يتخذه المتظاهرون السلميون، بعيدا عن الضغائن والطائفية..

لقد صهر هؤلاء الشباب في لقاءاتهم خصال وطموحات كل المتظاهرين، من طالب الجامعة الى سائق “التكتك” ومن حامل شهادة الدكتوراه الى العتال في الاسواق، ومن ربة البيت الى استاذة الجامعة.. لم اجد واحداً منهم يتحدث عن نفسه، او همومه الشخصية او معاناة اهله ومنطقته، فكلمة (الانا) ملغاة من قواميسهم.. كانوا قادة في طرح هموم الناس، وان الوعي الجمعي والمجتمعي عندهم هو الذي يضع قضية التظاهرات السلمية في موقعها الصحيح، وايصالها إلى عقل كل مواطن حريص على بلده.

كل احاديثهم، كانت دعوات لتمكين شبابنا من القيام بواجباتهم تجاه الوطن، وايجاد فرص عمل مناسبة، وتأهيلهم وتعليمهم وإعدادهم على أعلى وأحدث المستويات للمشاركة الفعالة في بناء الوطن وتأكيد أسس رفعته، ودعم عجلة التنمية المستدامة، والنهوض بهم في شتى القطاعات، وتحفيزهم على العطاء والإبداع وتقديم كل ما هو مثمر، والبحث عن الأفكار الخلاقة والريادية التي تسهم في البناء، وصولاً إلى أرقى مستويات التميّز.. مع التأكيد على الابتعاد عن عباءة المحاصصة التي حطمت جدران وسور البلاد، وكشف الفساد والمفسدين وتطبيق الشعار الازلي (من اين لك هذا؟) الذي اصبح محل تندر في المجتمع، وغيرها من الطروحات المهمة التي تعيد للوطن هيبته. ان قضية الوعي المجتمعي الذي ينادي به المتظاهرون تضع مؤسسات الدولة جميعها أمام مسؤولية وطنية في القيام بتحرك مسؤول يزيد من قيم الوعي بقضايا الوطن، ويحفز المجتمع على مواجهة التحديات، وتحمل عبء الإصلاح، وما يترتب عليه من تداعيات، وأي تحرك غير ذلك فهو تغييب للوعي، وتهوين غير مسؤول من حجم التحديات، ولعل من المنطق القول ان الشباب، وهم عماد هذه التظاهرات، يعدون من أهم العناصر الأساسية لتقدم الشعب والمجتمع، وهم أهم عناصر التنمية، ومصدر القوة والحيوية وسر التقدم وأساس بناء النهضة، وقوتها، فهم قاده المستقبل وبناء الحضارة، وهم صناع أمل الأمة، وهم من يلبي نداء النهضة في كافة الصعد سواء العلمية والاجتماعية والاقتصادية، ومن المعيب جدا ترك آمال هذه الفئة، تضيع في السراب.

لضيوفنا من على الفضائيات، من ابطال التظاهرات السلمية، اقول: حمانا الله وإياكم من الحسد، ولنردد دائماً قول الرسول الكريم "أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة".

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group