الشخّاطة

فاتح عبد السلام

27/02/2020

ما قاله زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر عن "الشخّاطة" أي علبة الكبريت الصغيرة، في إنه سوف يستخدمها في حال قرر إعادة جيش المهدي المجمّد ذلك الجيش الذي تشكّل في العراق إبان الاحتلال الأمريكي للرد على تهديدات الآخرين، هو توصيف دقيق مستنبط من العامية العراقية وقريب جداً من قراءة مجمل الوضع العراقي، وليس خاصّاً بجيش المهدي أو تيار الصدر.

جميع القرارات التوافقية والارضائية والتفاهمية بين الاحزاب والقوى العراقية من الشمال الى الجنوب في خلال سبعة عشر عاماً، تقوم على مبدأ تجميد الخلافات والمسائل المثيرة للانقسام وترحيل الصعوبات، من دون حل، من فترة نحو أخرى، ومن عهدة حكومة الى حكومة، من أجل هدف واحد وهو أن يعيش الجميع في المياه الدافئة للعملية السياسية، التي لا يشبهها وصف أدق من الأكذوبة التي يوهم الجميع أنفسهم بتصديقها.

أي قضية أو بناء أو عنوان في البلد واقف على وهم، والأوهام متعددة المصادر والمشارب، هناك مَن يوهم نفسه بالاستناد إلى الغرب وهناك موهوم بإسناد رأسه الى كتف الشرق، لكن لا استقرارَ داخلياً لأي طرف.

الجميع يعيش هذا القلق المزمن الكامن في مصطلحات العملية السياسية التي تفضي لحماية الذوات الشخصية والاعتبارية من التداعي الحتمي الذي وجدنا أطياف صوره في مرايا الثورة العراقية التي انطلقت منذ مطلع تشرين الاول الماضي.

الشخّاطة ليست بيد تيار أو حزب أو جهة أو حتى دولة معينة، وإنّما بأيدي الجميع وقد يستخدمونها في أية لحظة يشعرون فيها أنهم وصلوا الى خط البقاء للأقوى.
الشّخاطة توحي بالمستقبل المظلم حقاً.
[email protected]

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group