اشتهرت ناحية بعشيقة ببساتين الزيتون، وبقيت أشجارها معلماً من معالم هذه البلدة الصغيرة التي تستظل بجبل جميل وتنفتح سهولها نحو الموصل . وكانت منذ عقود بعيدة تتوافر على معامل لصناعة زيت الزيتون والصابون المستخرج منه اضافة لبيع الزيتون المكبوس كطرشي. غير انّ تلك البساتين اصابها الجفاف ونالت منها فترات الحروب ولم يعد هناك انتاج وفيره صفة تجارية واسعة من مشتقات الزيتون . ومع الزمن انتشرت في العقود الاخيرة زراعة اشجار الزيتون في المنازل في الموصل خاصة ، وكان هناك انتاج منزلي يمكن ان تراه في بعض المواسم بكميات قليلة في الاسواق . والملاحظة الجوهرية ان انتاج الزيتون هناك كان طبيعيا لا تمسه المواد الزراعية الكيمياوية ، ويعد في العالم اليوم الزيتون الطبيعي مفضلاً عن غيره من الأنواع المهجنة او التي تنال منها الكيمياويات . كل ذلك كان بجهود فردية واجتماعية من المنطقة ذاتها ، فلا توجد خطط زراعية حكومية لاعادة استزراع الكثير من البساتين التالفة او استحداث بساتين جديدة للزيتون في تربة صالحة وتنافس مثيلاتها في بلاد الشام التي تعتمد في سد السوق المحلي على مزارعها وتصدر للخارج الزيتون والزيت . ارض العراق فيها تنوع طبيعي قل نظيره ، ومن الممكن أن تنجح أنواع من الزراعة لم تمارس في العراق سابقا أو لم تكن واسعة الانتشار والانتاج . ومثال ذلك أنّ محافظة ديالى الشهيرة بالحمضيات والبرتقال ، ليست المكان الوحيد في البلاد الناجح للحمضيات فقد نجحت هذه الزراعة في الشمال ايضاً لكن لم تكن في مستويات تجارية . الزراعة ثروة وطنية من الممكن ان تنافس الثروات المعدنية في بلد النهرين ، وارض العراق ليست اقل خصوبة من ارض تركيا او ايران التي تنتعش فيها الزراعة بالمفهوم التجاري على نحو واسع . لكن الذي نحتاجه هو خطة واضحة تشترك فيها فعاليات تجارية واستثمارية محلية اولا مع بعض الخبرات الخارجية من اجل استنهاض بركات هذه الارض الطيبة .