نتائج الاستظلال بأكثر من راية

فاتح عبد السلام

05/05/2020

من‭ ‬دون‭ ‬مزايدات‭ ‬،‭ ‬هناك‭ ‬ترهل‭ ‬أمني‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬العراق‭ . ‬لقد‭ ‬اتّجه‭ ‬الجهد‭ ‬الأمني‭ ‬منذ‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬لحماية‭ ‬المنطقة‭ ‬الخضراء‭ ‬ومحتوياتها‭ ‬ومقتنياتها‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬غضب‭ ‬العراقيين‭ ‬المنتفضين‭ ‬ضد‭ ‬الظلم‭ ‬والفساد‭ ‬والقتل‭ ‬،‭ ‬وتُركت‭ ‬الجبهات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الحدود‭ ‬المحتملة‭ ‬مع‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تجديد‭ ‬في‭ ‬اساليب‭ ‬العمل‭ ‬التربوي‭ ‬والقيادة‭ ‬وضعف‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬القيادات‭ ‬الميدانية‭ ‬النظامية‭ ‬والقيادات‭ ‬المساندة‭ ‬في‭ ‬التشكيلات‭ ‬التابعة‭ ‬للحشد‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬اصبح‭ ‬هناك‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬رأي‭ ‬ورؤية‭ ‬مثلما‭ ‬توجد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬راية‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬القتال‭ . ‬هذه‭ ‬لمحة‭ ‬لما‭ ‬تعني‭ ‬له‭ ‬تراكمات‭ ‬الاهمال‭ ‬وتسييس‭ ‬الجانب‭ ‬الامني‭ ‬والعسكري‭ ‬بما‭ ‬فسح‭ ‬المجال‭ ‬لتنظيم‭ ‬داعش‭  ‬للتحرك‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬التعرضات‭ ‬ذات‭ ‬الطبيعة‭ ‬المنتشرة‭ ‬والمتنقلة‭ ‬والمناورة‭. ‬
الهجمات‭ ‬الجديدة‭ ‬والمتعاقبة‭ ‬تعني‭ ‬الكثير،‭ ‬وأولى‭ ‬المعاني‭ ‬،‭ ‬انّ‭ ‬هناك‭ ‬عدواً‭ ‬له‭ ‬القدرة‭ ‬المتربصة‭ ‬في‭ ‬الرصد‭ ‬وانتهاز‭ ‬الفرص‭ ‬والتوقيت‭ ‬بطاقات‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬،‭ ‬فيما‭ ‬يغرق‭ ‬السياسيون‭ ‬الذين‭ ‬انتجوا‭ ‬بدورهم‭ ‬معظم‭ ‬الأنساق‭ ‬الامنية‭ ‬المتداولة‭ ‬في‭ ‬مهاترات‭ ‬المناصب‭ ‬الحكومية‭ ‬وصغائر‭ ‬الامور‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬البرلمان‭.‬
التوقيتات‭ ‬التي‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬التصعيد‭ ‬الامني‭ ‬الخطير‭ ‬ترتبط‭ ‬بالوضع‭ ‬السياسي‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬والتحولات‭ ‬الاقليمية‭ ‬والخارجية‭ ‬بنسب‭ ‬متفاوتة‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬القراءة‭ ‬العراقية‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬ملتبسة‭ ‬وناقصة‭ ‬ومنحازة‭. ‬لذلك‭ ‬لايمكن‭ ‬أن‭ ‬تولد‭ ‬حكومة‭ ‬مطفأة‭ ‬العينين‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬،حدودها‭ ‬الكرسي‭ ‬والطاولة‭ ‬،ولا‭ ‬تملك‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬لتدارك‭ ‬انهيارات‭ ‬محتملة‭ ‬في‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬جانب‭ .‬
واهم‭ ‬من‭ ‬يعتقد‭ ‬انّ‭ ‬تحرير‭ ‬المدن‭ ‬من‭ ‬داعش‭ ‬هو‭ ‬النصر‭ ‬النهائي‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬انّ‭ ‬اهمال‭ ‬المدن‭ ‬ذاتها‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬الصفحة‭ ‬الدامية‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬خاصرة‭ ‬رخوة‭ ‬ينفذ‭ ‬منها‭ ‬اي‭ ‬تنظيم‭ .‬
‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬،‭ ‬هناك‭ ‬تراكمات‭ ‬فشل‭ ‬وتقصير‭ ‬وفساد‭ ‬ومحسوبيات‭ ‬وطغيان‭ ‬السياسي‭ ‬على‭ ‬الاختصاص‭ ‬،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يستغرب‭ ‬أي‭ ‬مراقب‭ ‬معني‭ ‬بشأن‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬حدوث‭ ‬هزات‭ ‬أكبر‭ ‬،‭ ‬وقلنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكان،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬المعطيات‭ ‬المرئية،‭ ‬قبل‭ ‬أسابيع‭ ‬أنّ‭ ‬الأسوأ‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬بعد‭ .‬

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group