إرادة الخيرين .. وإرادة الفاسدين !

د.علي شمخي

25/06/2018

الذين سعدوا بتعافي العراق واستعادته لارادته في صنع الحياة ودحر شراذم عصابات الجريمة يحق لهم ان يدافعوا عن النجاحات في ملف الحرب على الارهاب وفي شتى الصعد التي تمخضت عن هذا الانتصار ويحق لهم مواجهة من يريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء ومن يريد تعميق جراح العراقيين بالمزيد من الخراب والدمار ويبدو ان المعركة ستطول مع هؤلاء مالم تكن لدولتنا اليد الطولى في المواجهة مع المخربين والفاسدين الذين اتخذوا القرار بتغيير وجهتهم نحو مسالك جديدة تستهدف خلق الفوضى واثارة الفتن والعبث بمؤسسات الدولة واتبعوا اساليب مختلفة واجتهدوا في التخفي ورمي الاتهامات نحو غيرهم وخلال الايام الماضية شهدنا ممارسات عديدة تكشف لنا اصرار الفاسدين على ارتكاب كل مايزعزع ثقة المواطن ويزيد من حالات الاحباط والتشاؤم فمرة تعمد مجموعات مدفوعة بارادة سياسية مقيتة على حرق صناديق الاقتراع ومرة اخرى يتعاظم نفوذ بعض الفصائل المسلحة وتحاول فرض هيمنتها على الاوضاع الامنية واستهزائها بالقوانين ومرة يشيح الفساد عن وجهه القبيح ويطل علينا في قاعات العلم والدراسة مستهدفا مناهج التعليم من خلال تسريب الاسئلة الامتحانية لطلبة الصفوف المنتهية ومحاولا تشويه ماتبقى من بذور المعرفة وتحفل اخبار العراق بما هو سيء وبما يبعث على التراجع والتآسي على واقع الحال فيما تغيب عنه مشاهد النماء والاعمار والرفاهية التي كنا ننتظرها بعد دحر داعش وتتجلى في اماكن مختلفة صور الصراع بين الخيرين الذين يرومون دفع هذا السوء وبين الفاسدين الذين يريدون الامعان في منهج الخراب واضعاف الهمم وتحطيم ارادة الخيرين وفي كل ذلك هناك من يتفرج وهناك من يملك القدرة من دون ان يتخذ القرار وهناك من يبحث عن الفائدة حتى على حساب سقوط المزيد من الضحابا وهدر المزيد من الطاقات …مايجري في العراق يتطلب صحوة مجتمعية وردود فعل شعبية قوية تماثل حجم التهديد الحقيقي لوجودنا كأمة ودولة وشعب وترتقي الى مستوى التحديات ولربما كان هذا المفصل الذي تمر به البلاد من اعظم المفاصل وهو بمنزلة المخاض الحقيقي لولادة وطن جديد او اجهاض وواد لارادة الملايين المتطلعين الى الاصلاح والتغيير وحتى تتحقق الاهداف لابد ان يتشارك الخيرون في دفع الفتن ومواجهة الفساد بموقف قوي وشجاع يؤكد للعراقيين جميعا ان حقبة الشعارات والوعيد انتهت وحان وقت المواجهة و العمل والتنفيذ.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group