الغذاء والدواء يارئيس الوزراء

د. هاشم حسن التميمي

12/07/2018

يشعر المواطن بالسعادة حين يعرف ان قادته يتعايشون مع تفاصيل حياته اليومية ويمتلكون معلومات صحيحة وتفاصيل دقيقة عما يجري في المجتمع وربما يساعدهم لاتخاذ قرارات صائبة وصحيحة في زمانها ومكانها، ويشعرون بالصدمة حين يروج مسؤول كبير لمعلومة (فنتازية) عن نصب سبلتات في الحمامات..!
ان معالجة الازمات لاتتم بالتصريحات ومحاولة المستشارين والمكاتب الاعلامية تضليل صانع القرار، بل بالخطط المدروسة والانجازات الملموسة، فما جرى في قطاع الكهرباء يعد بالمقاييس كافة فضيحة كبرى تستحق ان تكتب عنها اطروحة دكتوراه عنوانها (الكهرباء من خمط السامرائي وخطة الشهرستاني لتصديرها، الى كيزر الفهداوي وتكييف الحمامات في زمن العبادي)، وبالامكان انجاز اطروحة اخرى متخصصة ومكرسة لمعاناة اهالي البصرة (ثغر العراق الباسم  تحول  للكابة لغياب الكهرباء وملوحة المياء واغتيال اشجار النخيل وغياب القانون وتسلط المليشيات الوقحة والعشائر المنفلتة)، ولعل حال القطاعات الاخرى لايقل كارثية، ونعلم جميعا ان وزارة الزراعة في ظل الانظمة كافة لها فلسفة للامن الغذائي، وتسعى لتوفير الغذاء الصالح لكل مواطن تتابع صلاحياته بالمتاجر العامة والخاصة، وتجبر البقالين لوضع تسعيرة علنية لمنع الابتزاز والغلاء، ولايجرؤ صاحب محل للقصابة ان يعرض لحومه الا بعد اجازتها من مجازر رسمية تخضع الحيوانات للفحص الطبي الدقيق لمنع نقل الامراض الانتقالية للانسان، وتجتهد وزارة الصحة والنقابات ذات العلاقة لمراقبة المستشفيات والصيدليات وفحص انواع الدواء ومصادره وتسعيرته، الا نحن فحين تدخلت نقابة الصيادلة رفعت سعر الدواء للسقف الاعلى ومنعت المرونة والتعامل بالحد الادنى مما اسهم في زيادة اسعار الادوية المزمنة لاكثر من 25% بدلا من تخفيضها.
يا اصحاب المعالي الشعب يريد الامن وتطبيق القانون و الماء والكهرباء وتامين الدواء والغذاء ليس بمستوى الدعم الذي توليه الدول النفطية، بل باسعار معلومة تراقبها الحكومة ليعرف المواطن كيف يمضي يومه ويؤمن لاهله قوت يومه. ولايريد ان  تتكرر تصريحات الملكة ماري انطوانيت (عندما اشتكوا لها بأن الشعب لا يجد الخبز لكي يأكل من الفقر فقالت: إذا لم يكن هناك خبزاً للفقراء, دعهم يأكلون كعك...)...!

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group