أشق مهمة في التاريخ

فاتح عبد السلام

04/09/2018

في‭ ‬قياسات‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬الذي‭ ‬اطلع‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أحجام‭ ‬وارتفاعات‭ ‬وانخفاضات‭ ‬واوزان‭ ‬الكتل‭ ‬السياسية‭ ‬ومقاوليها‭ ‬طوال‭ ‬عقد‭ ‬ونصف‭ ‬العقد‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬مصلحة‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭ ‬فوز‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬التحالفين‭ ‬المتصارعين‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الخاصة‭  ‬بلقب‭ ‬صاحب‭ ‬الكتلة‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬المبثق‭ ‬من‭ ‬النسبة‭ ‬المتدنية‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وصولاً‭ ‬الى‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬،‭‬ستأتي‭ ‬وسط‭ ‬تهويل‭ ‬اعلامي‭ ‬زائف،‭ ‬وهي‭ ‬مجرد‭ ‬جزئية‭ ‬لاقيمة‭ ‬تاريخية‭ ‬لها،‭ ‬ستأتي‭ ‬تلك‭ ‬الحكومة‭ ‬لامحالة‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬برغم‭ ‬هذه‭ ‬الافتعالات‭ ‬البالية‭ ‬،وقد‭ ‬اكتمل‭ ‬بحراليأس‭ ‬في‭ ‬إطباقته‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يحلمون‭ ‬بغد‭ ‬أفضل‭ ‬واكتشفوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬الآن‭ ‬قد‭ ‬فقدوا‭ ‬حتى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الحلم‭ .‬

مَن‭ ‬يستطيع‭ ‬اخراج‭ ‬العراقيين‭ ‬من‭ ‬بحر‭ ‬اليأس‭ ‬الى‭ ‬الضفة‭ ‬التي‭ ‬يتنفسون‭ ‬فيها‭ ‬الأمل،‭ ‬مجرد‭ ‬الأمل‭ .‬

هل‭ ‬يجد‭ ‬العراقيون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العقليات‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬الانغلاق‭ ‬الحزبي‭ ‬والطائفي‭ ‬أملاً‭ ‬في‭ ‬التغيير،‭ ‬وتم‭ ‬تجريبها‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬ونعيش‭ ‬نتائج‭ ‬تلك‭ ‬التجارب‭ ‬المحبطة‭ ‬المدمرة؟‭.‬

أصعب‭ ‬مهمة‭ ‬موكلة‭ ‬للعراقي‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭ ‬،‭ ‬مهمة‭ ‬لا‭ ‬تنافسها‭ ‬أشق‭ ‬المهمات،‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬نطلب‭ ‬منه‭ ‬برغم‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬أن‭ ‬يتفائل،‭ ‬وهو‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬للتفاؤل،‭ ‬سبب‭ ‬واحد‭ ‬ليتعلق‭ ‬به،‭ ‬ماضياً‭ ‬الى‭ ‬عقد‭ ‬الأمل‭ ‬بجهة‭ ‬أو‭ ‬فرد‭ ‬،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحرك‭ ‬بركة‭ ‬ميتة‭ ‬في‭ ‬الركود‭ ‬بحجر‭.‬

الأمل‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬الكتلة‭ ‬الأكبر‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬الشعب‭ ‬المُداس‭ ‬المقهور،‭ ‬الشعب‭ ‬الباحث‭ ‬عن‭ ‬شربة‭ ‬ماء‭ ‬يضمن‭ ‬انها‭ ‬لاتأتيه‭ ‬من‭ ‬المجاري‭ ‬والمستنقعات‭.‬ لكن‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنهض‭ ‬الكتلة‭ ‬الأكبر‭ ‬بمسؤوليتها‭ ‬كما‭ ‬ينص‭ ‬الدستور،‭ ‬وتقول‭ ‬كلمتها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منعطف‭‬، أم‭ ‬سنبقى‭ ‬نجد‭ ‬صفوف‭ ‬المنتفعين‭ ‬يقولون‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الكتلة‭ ‬الأكبر‭ ‬كلمتها‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تقلها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬،‭‬وستقولها‭ ‬حتماً‭ ‬في‭ ‬الايام‭ ‬المقبلة‭ .‬وعندئذ‭ ‬سنرى‭ ‬من‭ ‬هي‭ ‬الكتلة‭ ‬الأكبر‭ ‬التي‭ ‬يتفاخرون‭ ‬بتشكيلها‭ .‬

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group