في قياسات الشعب العراقي الذي اطلع على جميع أحجام وارتفاعات وانخفاضات واوزان الكتل السياسية ومقاوليها طوال عقد ونصف العقد من الزمن، سيكون من غير مصلحة البلاد والعباد فوز أي من التحالفين المتصارعين على المصالح الخاصة بلقب صاحب الكتلة الأكبر في البرلمان المبثق من النسبة المتدنية من المشاركين في الانتخابات، وصولاً الى تشكيل حكومة ،ستأتي وسط تهويل اعلامي زائف، وهي مجرد جزئية لاقيمة تاريخية لها، ستأتي تلك الحكومة لامحالة في القريب برغم هذه الافتعالات البالية ،وقد اكتمل بحراليأس في إطباقته على الناس الذين كانوا يحلمون بغد أفضل واكتشفوا أنفسهم الآن قد فقدوا حتى القدرة على الحلم .
مَن يستطيع اخراج العراقيين من بحر اليأس الى الضفة التي يتنفسون فيها الأمل، مجرد الأمل .
هل يجد العراقيون في هذه العقليات ذاتها التي تنطوي على الانغلاق الحزبي والطائفي أملاً في التغيير، وتم تجريبها مراراً وتكراراً ونعيش نتائج تلك التجارب المحبطة المدمرة؟.
أصعب مهمة موكلة للعراقي بين شعوب الأرض ، مهمة لا تنافسها أشق المهمات، تلك هي أن نطلب منه برغم ما يجري على رأسه أن يتفائل، وهو يبحث عن سبب للتفاؤل، سبب واحد ليتعلق به، ماضياً الى عقد الأمل بجهة أو فرد ، يمكن أن يحرك بركة ميتة في الركود بحجر.
الأمل الوحيد في الكتلة الأكبر التي هي الشعب المُداس المقهور، الشعب الباحث عن شربة ماء يضمن انها لاتأتيه من المجاري والمستنقعات. لكن هل يمكن أن تنهض الكتلة الأكبر بمسؤوليتها كما ينص الدستور، وتقول كلمتها في كل منعطف، أم سنبقى نجد صفوف المنتفعين يقولون نيابة عن تلك الكتلة الأكبر كلمتها التي لم تقلها حتى الآن ،وستقولها حتماً في الايام المقبلة .وعندئذ سنرى من هي الكتلة الأكبر التي يتفاخرون بتشكيلها .