مؤهلات رئيس جمهورية العراق

د. هاشم حسن التميمي

26/09/2018

تمر البلاد بمنعطف خطير يتطلب الحكمة في اختيار شخصيات قيادية تتمتع بالنزاهة والشجاعة والخبرة وصدق الانتماء للوطن والاستعداد لمواجهة الفساد.

وفي الوقت الذي حسم امر اختيار منصب رئيس مجلس النواب بطريقة غير لائقة تسىء للمنصب وتنتقص من هيبة البرلمان والجالسين تحت قبته عبر انتخابات مشوشة ومسيسة قاطعتها الاغلبية لعلمها ان سرطان المحاصصة وتقاسم غنائم المناصب اصبح ثقافة تختاج لمعجزة شعبية لتغيير مسارها واصلاحها دستوريا وعمليا، ومازال المواطن ينتظر تسمية رأس السلطة التنفيذية بعد نهاية صراع الديكة وتحديد الكتلة الاكبر المخولة بترشيح معالي رئيس الوزراء بمواصفات الكتل، وليس بشروط الشعب والمرجعيات لتقع عليه مسؤولية خطيرة في عبور النفق المظلم الذي تحيطه من كل الجوانب مافيات الفساد وعصابات الجهل والمصالح غير المشروعة التي تعرقل الاصلاح والاعمار وانصاف الناس في كل مدن العراق، التي تعيش تحت خط الفقر ونقص الكرامة وابتلاءات هذا الزمان الذي يحتقر النزيه وصاحب الكفاءة ويقرب المتحزب لمجرد الولاء والتملق لاسياده فيتحول المنصب اداة لتحقيق الرغبات غير المشروعة للاحزاب والمليشيات الوقحة والمعتدلة.

نقول ان جمهورية العراق بكل تاريخها وعمقها الحضاري تحتاج رئيسا للبلاد يليق بهذا التاريخ الزاهي ويمثل هويتها ويتمتع بشخصية قوية وثقافة عميقة وقدرة وشجاعة تؤهله فعليا لحمل لقب حامي الدستور، الذي لا يرتجف من التهديدات ولا يتردد في محاربة الشر مهما كان مصدره ويمثل قدوة في زهده وحبه للعراق. فهل تتوافر هذه الشروط في عشرات المرشحين وياعجبي كيف يعيش البعض وهماً جعله بتصور نفسه اهلا لكل المناصب وقياسه لما يراه من واقع حال لاتتطابقً فيه الصفة مع الموصوف فصرنا اضحوكة للعالم كله.

المصدر// جريدة الزمان
Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group