جهة واحدة غير محاصرة

فاتح عبد السلام

14/10/2018

تركيا أفرجت عن القس الامريكي سبب التصعيد الاخير مع واشنطن الذي أعقبه نزول كبير في قيمة العملة التركية، لكن ما لبث ان انفتح ملف الصحفي السعودي جمال خاشقجي اللاجيء في واشنطن والمفقود بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول.
في كل الاحوال، تمتلك تركيا من المعلومات عن هذا الملف اكثر مما تملكة الولايات المتحدة او سواها. وتركيا وحدها تستطيع ان تؤيد أو تنفي أية رواية سعودية حول الاختفاء، ومن هنا يمكن للجانب التركي أن يفيد اقصى الفائدة مما يجري للتقارب مع الولايات المتحدة التي مرت علاقاتها بتوترات كثيرة مع انقرة منذ الانقلاب الفاشل قبل اكثر من سنتين في تركيا. هنا تركيا بين امريكا القوة الاكبر في العالم وبين السعودية القوة الاقتصادية الاكبر في المنطقة، والملف لا يمكن أن تتم تسويته بين واشنطن والرياض من دون أنقرة، فهي تستطيع أن تقلب الطاولة على أي طرف اذا وجدت ان الأمور تسير من دون رضاها ولا تصب في مصلحتها .
هناك بحث عن الحقيقة، لكن جوانب تناول الحقيقة هو الاهم في كل هذا الملف الساخن.
الآن وصل وفد سعودي الى انقرة  للمشاركة في التحقيقات أو ربما في مفاوضات من نوع ما لا تفهمها الا الدول في اللحظات العصيبة.
دائماً، هناك، كما يقول كونفشيوس قبل آلاف السنين، مجال للطريدة المحاصرة للهروب من احدى الجهات التي يتركها غالباً الصيادون عن عمد. لا أحد يفيد من الصيد اذا كان مرادفا لكلمة القتل، هروب الطريدة من الجهة المتروكة، يعني الأمل في جميع ايام المصاعب .
المأزق السعودي يبدو كبيراً في الاعلام المضاذ للرياض وفي الواقع ايضاً، لكن الرئيس الامريكي ترامب قال قبل قليل انه لا ينوي ايقاف صفقات السلاح الى الرياض بسبب  ملف خاشقجي. الدول تغلب مصالحها في النهاية، ولا تدع لحادث طارىء حتى لو كان فيه حياة شخص واحد أن تنسف استراتيجيات كبرى مرسومة بدقة بين واشنطن والرياض. لكن بلاشك انّ ملف خاشقجي سيؤثر في الحياة السياسية الداخلية بالسعودية .

المصدر// جريدة الزمان

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group