نفوق الاسماك بهذه الاعداد الكبيرة في العراق حدث استثنائي لم يحصل مثله في تاريخ البلد ، بالرغم من بيانات وزارة الزراعة عن وجود بكتيريا تصيب الخياشيم منذ ثمانينات القرن الماضي ، لكن جميع السنوات التالية ،وبرغم تدهور الوضع المائي والبيئي وانتشار اليورانيوم المنضب مع مخلفات القذائف في الحروب الدولية التي حصلت في البلاد ، لم نشهد كارثة تصيب الأسماك العراقية بهذه البشاعة .
توجد مسطحات وبحيرات مائية كثيرة في الثرثار وحديثة والموصل وساوه لم تتأثر أسماكها ولم يصبها مرض الخياشيم . هذا السؤال لم تجب عليه وزارة الزراعة أو دوائر الصحة البيطرية .
المخاوف الجدية ليس بسبب خسارة العراق آلاف الاطنان من الثروة السمكية النهرية ، لكن من احتمالية بقاء ما يسمونه المرض ويسميه الناس بسموم من فعل فاعل لفترة طويلة قد تقضي على أجيال من الاسماك وتهدد كائنات مائية كثيرة في العراق الذي لم يحصل بشكل كاف على عناية بالتنوع البيئي الذي يتوافر عليه .
العراق بحسب منظمة الاغذية والزراعة الدولية ومقرها في روما ينتج تسعة وعشرين ألف طن من الأسماك النهرية ، وهذا الرقم لم يعد موجوداً نصفه وربما أقل ، وهذا يتطلب الشروع في استيراد الاسماك من الخارج الأمر الذي يعني زيادة اسعارها بسبب العملة الصعبة ، كما انّ الامر يثير الانتباه في حصول هذه الكارثة مع العقوبات الامريكية على ايران واستمرار هبوط التومان الايراني ، وفي الوقت ذاته سهولة اتجاه التجار لاستيراد الاسماك من ايران لقرب المسافة ، كون الاسماك لاتحتمل الزمن الطويل عبر الاستيراد من بلدان بعيدة إلا من خلال التجميد ، والعراقي لم يعتد أن يسكف السمكة المجمدة .
من حق الناس أن يتساءلوا ويبحثوا ويشككوا في أي معلومة لا تقنعهم أو يرون فشلها عند اختبارها على أرض الواقع .
تعويض المتضررين هو الاجراء السريع الذي يجب أن تقوم به الحكومة للصيادين المرخصين واصحاب المزارع ، من دون نسيان تفتيح العيون على الأمن الزراعي والغذائي والمائي ، ولعله أساس الأمن في هذه الأيام .