لا تحولوا طلبتنا إلى مهوال منافق..!

د. هاشم حسن التميمي

19/12/2018

تعرف معاجم اللغة العربية (المهوال) وهو محور عمودنا لهذا اليوم بانها كلمة مشتقة من (استهولَ يستهول، استهوالاً، فهو مُستهوِل، والمفعول مُستهوَل • استهولَ الأمرَ:
وجده هائلاً مُفزِعًا مخيفًا.
استعظمه، عدَّه كبيرًا مجاوزًا للحد)
وكتب زميلنا وصديقنا العزيز الصحفي المخضرم سلام مسافر عن المهوال بعد واقعته الشهيرة مع السيد الحكيم مقالا جميلا ومعبرابعنوان (مهوال الحكيم) اشار فيه (وليست مهنة المهوال معيبة في مجتمع ما تزال البداوة والقيم العشائرية، تطغى على ما تبقى من المدنية في اجزاء متفرقة من شظاياه.
لكن المعضلة في التوظيف السياسي للهوسات الشعبية. فبدلا من ان تهول للعدل، وتحرض ضد الظلم، وتطالب بالإصلاح والتغيير، كما تعودنا في الحقبة الملكية وبعدها بسنوات قليلة. صارت غالبية المهولين، مهوسين بمدح الحكام، طمعا في المال والحظوة. الا النوادر).
ونستكمل ما بدأه سلام مسافر ونشير لمعضلة اكثر خطوره تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي عن قيام شلة من المعلمين والمعلمات والمدرسين والمدرسات بتلقين الطلبة اناشيد واقوال وهتافات لتمجد زعامات دينية وسياسية واحزاب في سابقة خطيرة تحول طلبتنا لمهوال منافق يهتف بدون قناعة استجابة لرغبة معلمه المنافق المتخفي باسم الدين ويرتكب جريمة خيانة واجبه التربوي المقدس في غرس القيم المعرفية والتربوية التي ترسخ حب الوطن والانسانية وليس الدعوة لفلان او علان وهو يعلم ان المدرسة ليست مكانا لممارسة الطقوس والشعائر وتكريــــــس الطائفية بل هي للدرس العلمي والتربوي فقط تنمي روح الاختيار والفهم والنقد وليس الحفظ والتلقين، وللاسف ان قيادات في وزارة التربية تشيع هذا السلوك تملقا للكبار للحفاظ على مناصبها ومنافعها الادارية ولاتكترث لهذا التخريب الفكري الذي سيقسم المجتمع ويزرع فيه الفرقة والخلاف بين الابناء والاباء والامهات…
ولذا ندعو مجلس الوزراء والعقلاء في مجلس النواب لايقاف هذه الظاهرة وردع من يروج لها فنحن لسنا بحاجة لتحويل طلبتنا لمهوال منافق فيكفينا المتوافر منهم في المدن والارياف وفي كل التجمعات في المآتم والاعراس وموسم الانتخابات ويهولون بدون مناسبات وبينهم للاسف حملة شهادات عليا… اتركوا ابناءنا يتعلمون وينهلون من الفكر الانساني بعيدا عن التوظيف السىء للديــــــن والسياسة فيكفينا خراباً وانقساماً.
واتركوا مدارسنا وجامعاتنا تعيش بامن وسلام تقدس العلم وحقوق الانسان وتمجد الاوطان وتكره المهوال المنافق.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group