ليكن عام 2019 عاما للاخاء والوئام

حسين عمران

03/01/2019

في العام الماضي، وبالتحديد قبل ثلاثة أيام كنت قد كتبت عن بعض أحلام فقراء العراقيين الصغيرة وهم يستقبلون عامهم الجديد، وما دمنا في اليوم الثاني من العام 2019 فلا ضير ان نكتب بعضا من احلام العراقيين الأخرى، وهي أيضا أحلام بسيطة، لكن كما يبدو صعبة التحقيق في ظل عدم التوافق بين مختلف طبقات المجتمع !

أقول.... ومن خلال لقاءآتي واتصالاتي للتهنئة بالعام الجديد لمست ان اغلب أحلام العراقيين تتلخص في تحقيق الوئام والوفاق والتآلف ليعيش جميع ابناء البلد تحت خيمة العراق الواحد الذي تتسع ارضه وخيراته لجميع العراقيين بكل طوائفهم ومذاهبهم وقومياتهم.

لكن... كما يبدو من الصعب تحقيق ذلك نتيجة بحث البعض على مصالحهم الشخصية وتفضيلها على المصلحة العام ، أقول هذا وانا اقرأ واشاهد بعض الاحداث التي مرت خلال الأيام الخمسة الأخيرة من العام الماضي!

أولى الاحداث التي "ضجّت" مواقع التواصل الاجتماعي باستهجانها لانها بعيدة كل البعد عن أواصر المحبة والوفاق والوئام بين طبقات مجتمعنا التي لم يعرف مثل هذه الحادثة طيلة السنوات السابقة سواء قبل العام 2003 وما بعده، ونقصد بها حادثة تصريحات بعض رجال الدين من مذاهب مختلفة بان مشاركة المسلمين لاحتفالات المسيحيين باعياد الميلاد "حرام"!! ورغم ان بعض المتحدثين بذلك تراجع وأعطى تفسيرا آخر لتصريحه الأول، الا انه مع ذلك اثار موجة من السخط والاستنكار من مختلف طبقات المجتمع لانه تصريح لا يمت الى أواصر الوئام والوفاق والاستقرار الذي ننشده في عامنا الجديد!

والحادثة الأخرى التي اثارت استهجان واستنكار المسؤولين قبل المواطنين، لانها وكما وصفها بعض السياسيين بعيدة عن مبادئ الوفاق التي ننشدها جميعا، واقصد بها حادثة "اقتحام احد مسؤولي حماية رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لبيت رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، ورغم ان العبادي لم يكن موجودا في البيت الا ان رسالة" الاقتحام "وصلت للعبادي وهي اخرج "طوعا او كرها"!!

لا اريد الحديث طويلا عن صور ومشاهد تبين لنا بوضوح عدم الوفاق بين العراقيين، لكن ما دمنا نتحدث عن امنياتنا بالعام الجديد ،فيمكننا القول ان كل ما يتمناه العراقيون هو نشر مبادئ التسامح بين العراقيين، ونشر مبادئ الحب والصدق والإخلاص بين العراقيين جميعا بغض النظر عن المذاهب والقوميات والطوائف.

نعم... يفترض ان نعيش بعيدا عن مفردات الحقد والبغض والكره، يجب ان يكون شعارنا في العام الجديد هو الحب والإخلاص والتسامح وبدون ذلك سيبقى العراق في ذيل قائمة الدول المتقدمة، وسنبقى في قمة القوائم التي تتحدث عن الفساد والجريمة.

هل هذا صعب على السياسيين أولا وعلى العراقيين ثانيا بان يعيشوا متسامحين، متآلفين، متعاونين؟

أقول... في العام الجديد يجب وانظلاقا من روح الوفاق  والوئام ان ننهي خلافات السياسيين التي تم ترحيلها من العام الماضي الى العام الحالي ، واهم خلافين هما اكمال الكابينة الوزارية وإقرار موازنة 2019 ، فليس من المعقول ان ينهي مجلس النواب فصل تشريعه الأول وهو لم "يشرع" أي قانون جديد، ولم يكمل التصويت على كل الوزارات، والاهم لم يقرر موازنة 2019 والتي ستعطل الكثير من مصالح المواطنين أولا ومصالح الوزارات ذاتها ثانيا!!

المصدر// جريدة المشرق

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group