كواليس: ثلاث مسرحيات تتعرض لتقسيم البلاد!!

سامي عبد الحميد

09/01/2019

1-2
أنتج المسرح العراقي ثلاث مسرحيات تتعرض لموضوع تقسيم البلاد ونتائجه السلبية اثنتين منها لكاتبين عربيين هما (ثورة الزنج) للشاعر الفلسطيني (معين بسيسو) و(حفلة سمر من أجل خمسة حزيران) للدرامي السوري (سعد الله ونوس) والثالثة لشكسبير هي (الملك لير).
إذا كان هذا العصر قد شهد تقسيم دول كبيرة إلى أخرى صغيرة على وفق الانتماء العرقي واستغلال القوميات المختلفة والتحرر من التسلط والاستبداد وعلى مبدأ (حرية تقرير المصير) وذلك حق من حقوق الشعوب، كما حدث في يوغوسلافيا التي انقسمت إلى (صربيا) و(البوسنة) و(الجبل الأسود) و(كرواتيا).. وكما حدث للجمهورية الجيكوسلوفاكية حيث انقسمت إلى دولتين هما (جيكيا) و(سلوفاكية) وكما حدث لجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. ويتطلع القبارصة إلى تقسيم جزيرتهم إلى بلدين أحدهما اسلامي تابع لتركيا والآخر مسيحي تابع لليونان كما يتطلع الشعب الكردي إلى الانفصال عن تركيا وإيران وسورية والعراق ليكونوا دولتهم المستقلة وهكذا يتم التحول من الانفصال إلى وحدة الوطن. ولا نريد التدخل بهذا الشأن فهو ليس من اختصاصنا بل نريد التطرق إلى تقسيم البلاد واستلاب الأراضي من ساكنيها الأصليين وكما تمت معالجة المشكلة في الأدب الدرامي، ونشير إلى الآثار السلبية التي يتركها التقسيم والاستلاب. ومثلما يكون الانفصال والاستقلال حق يكون التوحيد والالتحام حق ولكل منها مبرراته، ولكن الأستلاب والتقسم فيه ظلم وانتهاك للحق. وكل ذلك تتعرض له المسرحيات الثلاث التي أشرت إليها سابقاً.
سأبدأ بشرح مختصر لمسرحية شكسبير أولاً، وهي التي تركز في موضوعها على تقسيم البلاد، حيث يقرر (الملك لير) وقد أصبح شيخاً عاجزاً أن يقسم مملكته إلى ثلاثة أقسام ليكون، (قسم حصة لأحدى بناته الثلاث وفي مشهد افتتاحي في المسرحية يجتمع ببناته الثلاث ويعلن لهن قراره الخطير قائلاً:
أيها النبلاءسنكشف لكم عن نوايانا الخفية
قررنا أن نقسم مملكتنا إلى أقسام ثلاثة
وعقدنا العزم على أن ننفض عن كاهلنا كل
الأعباء والمشاغل ونخلعها على الشباب
الفتي فاستمعوا إلي. إن نيتنا الثانية
هي أن نعلن الساعة مقدار حصة كل من بناتنا
لكي نتفادى من الآن ما قد ينشب عن
خلاف في المستقبل
وهكذا طلب الملك من بناته أن يُعلن أيهن به فتمدحه الكبرى وكذلك الوسطى أما الصغرى فقالت له "لا شيء" فيغضب عليها أشد الغضب ويحرمها من الميراث. وبعد ذلك عندما ذهب ليزور الكبرى في منطقتها تتنكر له وكذلك فعلت الوسطى فجن جنونه وراح يجوب القفار هائماً على وجهه وتبعته الصغرى ترعاه حتى نهاية حياته.

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group