ليس فقط الامر متعلّقاً بجولة وزير الخارجية الامريكي بومبيو الى المنطقة، ولا بالزيارة التي أجراها الرئيس المصري الى الاردن وأعقبتها زيارة العاهل الاردني الى بغداد، انّما التغييرات كانت تحصل درجة فدرجة وبطريقة قد لا تكون مرئية أحياناً في رسم خرائط مراكز النفوذ الاقليمي والدولي في الشرق الاوسط قبل اية منطقة اخرى من العالم .
العنوان الان هو خارطة النفوذ الايراني ، التي غضّت واشنطن النظر عنها، فكان العراق منطلقاً لتعبئة قتالية موجهة من ايران نحو الاراضي السورية ثم لبنان، بغض النظر عن الاسباب والاهداف، ذلك انّ الخط القتالي أصبح مرسوماً وسالكاً بقرار من طهران وحدها ما بين ايران العراق سوريا لبنان، وهذا رسم خارطة نفوذ دولي اكثر من كونه نفوذاً في النطاق الاقليمي، من دون الحصول على الرخصة من العمالقة .
ايران ابتلعت الطعم في انها تستطيع من خلال حصيلة مكاسبها السياسية والامنية في العراق وسوريا أن تتعدى دورها. والكارثة ليست هنا، فإيران تستطيع أن تعود أدراجها وتهتم بوضعها الداخلي كأية دولة في المنطقة وتنزع فتيل أي استهداف امريكي او دولي لها، ولا ادري إن كان هناك فرصة لفعل ذلك أم انّ الوقت قد فات، لكن اتباع ايران في المنطقة سيدفعون الثمن الغالي كتحصيل حاصل، حتى وإن لم يستهدفهم أحد لأنهم عوّلوا كثيراً على العامل الايراني وليس الوطني.
كثيرون توهموا، واشتغلوا بالتفاصيل اليومية على الارض، ونسوا انّ الاطار الخارجي للعراق لايزال ضمن النفوذ الامريكي، الذي يعلو ويخفت بحسب ما تقرره سياساتها المرسومة لخمسين سنة في المنطقة .
الذين يريدون أن يفتحوا خطوط التعاون الاقتصادي سوف ينجحون، على عكس الذين انغمسوا في خطوط القتال، وظنوا انّها مفتاح السيطرة.
المصدر// جريدة الزمان