بصمة رئيس الوزراء!

د.علي شمخي

21/01/2019

لم يفصح رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي عن افكاره بشكل جلي حول كل مايتعلق بسياسة العراق ومواقفه تجاه المشكلات التي تعاني منها منطقة الشرق الاوسط بشكل عام والتحديات التي يواجهها جيران العراق بشكل خاص ولربما كان يحسب للسيد عبد المهدي اعلانه مع اول توليه مهام رئاسة الوزراء اعتذاره عن تلبية الدعوات التي وجهت له لزيارة عدد من البلدان العربية والاجنبية وتأكيده بانه سينشغل اولا بالملفات الداخلية المتشعبة والتي تنتظر ايلاءها جهودا كبيرة من اجل تأمين الحلول لها على المدى القريب وقد صدق السيد عادل عبد المهدي كثيرا فيما قاله ومافعله حينما حرص على تكثيف نشاطاته الداخلية وزياراته الميدانية الى مناطق في بغداد والمحافظات وحينما اصدر مجموعة من القرارات التي تناولت الشأن الداخلي بشكل مباشر واكتفى بعرض وجهات نظره تجاه القضايا الخارجية بالمؤتمرات الصحفية التي ينظمها مكتبه الاعلامي داخل باحة مبنى رئاسة الوزراء حيث تعرف العراقيون والعالم على مواقف العراق من خلال هذه المؤتمرات التي اجاب فيها السيد عبد المهدي على اسئلة المراسلين الصحفيين المتفرقة واوضح فيها بعض التفاصيل عن مواقفه ورؤاه تجاه مايحدث في المنطقة ونحن هنا لسنا بصدد تحديد مسارات النشاط السياسي لعادل عبد المهدي ولسنا مرشدين له باي حال من الاحوال ولكن هناك ثمة اسئلة خطيرة تتعلق باحداث تشهدها الساحة العراقية والمنطقة العربية والاقليمية برمتها تستلزم التعرف بشكل دقيق على مواقف العراق في ظل حكومة السيد عبد المهدي ويغلف الغموض هذه المواقف في ظل تصاعد التوقعات وتعدد التفاسير وانتشار الشائعات والتكهنات تجاه مواقف العراق من قضايا مصيرية منها العلاقات مع اسرائيل والتصريحات المتضاربة وماتنشره وسائل اعلام اميركية وغربية وعربية عن سياسة اميركية جديدة في العراق في ظل تحركات بعض القطعات العسكرية الاميركية ونشاط سياسي برعاية اميركية لبعض اتباع النظام السابق تمحور حول مؤتمر تناول في مضمونه البحث في سبل التغيير في العراق ثم الموقف مما يجري في سوريا والتناقضات في المواقف الرسمية وغير الرسمية عن العلاقات الايرانية – العراقية وملف العقوبات الاميركية تجاه ايران ومحاولة اقحام العراق في اية مواجهة محتملة في هذا الملف والحديث عن طلب اميركي بحل الفصائل المسلحة وتهديدات اسرائيلية بضرب تواجد هذ الفصائل قرب الحدود السورية وغيرها من الملفات الخارجية وبالتأكيد فان الافكار الحاسمة حول هذه الملفات تترجم ببصمة او بوصلة السيد عادل عبد المهدي وقراره حول الوجهة التي يمكن ان يتبعها العراق لتأمين سلامة البلاد واستقرارها وامنها ويبدو ان مثل هذا الوضوح ومثل هذه الشفافية غائبة عن ملايين العراقيين في ضوء شحة مايخرج من معلومات عن مواقف السيد عبد المهدي تجاه هذه القضايا او ميله لعدم الاهتمام بما يطلق من تصريحات تختلط فيها الشائعات بالحقائق ومثلما تعرفنا طويلا على سياسة ورؤى رئيس الوزراء تجاه القضايا الاقتصادية ومعالجاته من خلال المقالات التي كان يكتبها في الصحف العراقية فنحن اليوم بأمس الحاجة لمعرفة مواقفه في القضايا الاقليمية والدولية التي لها مساس بالعراق وطنا وشعبا حتى تكتمل الصورة عندنا وتتضح الرؤية وحتى نزيل الغموض عن مايثار من جدل وتوقعات في هذه الملفات.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group