القيامة اللفظية تقوم في بغداد اليوم ، ونصفها مجاملة للجارة ايران ، حول تصريحات الرئيس الامريكي ترامب في انه يمتلك قاعدة عسكرية مذهلة في العراق ويستطيع من خلالها مراقبة ايران وعموم الشرق الأوسط .
ترامب كان يتحدث عن شيء يعرفه تمام المعرفة ، وهو تلك القاعدة الامريكية التي هبطت طائرته الرئاسية فيها قبل أسابيع قليلة والتي تسمى عين الاسد ، ومن المؤكد انه اطلع من خلال جنرالاته هناك عن امكانات القاعدة في السيطرة والرادار والاتصالات والتعبئة.
بكل تأكيد انّ الجيش الامريكي الذي حصل على تلك القاعدة العراقية التي بناها النظام السابق في السبعينات من القرن الماضي ، لم يكن يفكر في تحويلها الى قن دجاج.
والسؤال الذي يجب على مَن يثير الضجة في بغداد أن يجيب عليه، من دون لف ولا دوران ،هو انّ العراقيين لم يسمعوا ببيان رسمي من قبل عن منح بغداد اية قاعدة امريكية في العراق بعد انسحاب الجيش الامريكي ، فكيف كان وجودهم شرعياً والان يطالبون باخراجهم .؟ هل المسألة كانت اتفاقات شفاهية وشخصية، من راس الى راس ، أم هناك دولة لها مواثيق واتفاقات موثقة. وفي كلتا الحالتين الشعب العراقي لا يعرف شيئاً .
صارحوا الشعب العراقي بكل الذي جرى الاتفاق حوله مع الامريكان منذ احتلالهم العراق عام 3002 ومنذ احتلال داعش لثلث العراق عام 4102 ، وبعد ذلك ستجدون بين العراقيين مَن يصدقكم في الدعوة لاخراج الامريكان من قواعدهم الراسخة في العراق .
التصريحات اللاعبة بالالفاظ والقافزة بالهواء والعابرة لتبويس اكتاف الجيران ، لا تغير من حقيقة انّ هناك نقصاً أكيداً وخطيراً في امكانات قيام السيادة العراقية والامن العراقي والوحدة العراقية ، وإلاّ لماذا لم يستعن عبدالكريم قاسم أو عبدالسلام عارف أو أحمد حسن البكر أو الديكتاتور بالاجنبي لحماية سيادة العراق وأمنه ، ألم يكونوا يحكمون نفس الشعب وعلى نفس الأرض ؟.