يبدو انّ اسرائيل سئمت من الزيارات العربية السرية إليها ، كما سئمت من قلائد الغزل من دول عربية لا تقييم معها علاقات رسمية وتقوم بوضعها على صدرها في السر ، لذلك جاء تسريب مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لفيديو مدته خمس وعشرون دقيقة، قال فيه وزراء خارجية في الخليج كلاماً تحب أن تسمعه اسرائيل منذ اربعين سنة في أقل تقدير.
وسياق كلام الوزراء العرب هو التعرض للخطر الايراني الذي يرون انه يستهدفهم ، وعرجوا بالقول انه يمس اليمن والعراق ولبنان . ولا داعي في هذه الوقفة القصيرة اعادة نص مما قالوه ، فهو موجود في مصادر الاخبار المعروفة .
السؤال، هو لماذا يتوجه الوزراء الخليجيون بإعلاء الصوت ضد ايران في حضور ناتانياهو ، ماذا يأملون منه ؟ هل يريدون تحريضه على ضرب ايران مثلاً؟ وهم يعلمون انّ المسألة ليست كما تظهر في الاعلام، وانما هناك كفتان متنافستان – امريكية وأوروبية– في التعاطي مع الشأن الايراني ،وليس هناك اجماع عالمي قاطع ،كما حصل في حرب احتلال العراق حين قرر العالم كله بالاجماع – ومن دون قرار مجلس الامن رسمياً – انّ غزو العراق حتمي وضروري ولابد من التعاون بشأنه .
الدولتان العربيتان اللتان تقيمان علاقات رسمية بحسب اتفاق السلام مع اسرائيل ، هما الاردن ومصر ، لا تسرفان في بذل المديح لاسرائيل في مناسبة وغير مناسبة ، كما يحصل من دول الخليج تصريحاً أو تلميحاً .
أليست هي سياسة ؟ قولوا لشعوبكم ما الفائدة التي ستجنونها من اسرائيل، لكي تكون المصارحة مع شعوبكم عنصر حماية لكم من تأليب الشارع ضدكم في اية فرصة قد لا تخطر على بال ، وما أكثرها في العقد الأخير .
والسؤال الثاني ، هل يصدق المسؤولون الخليجيون ان هناك حرباً يمكن ان تقوم ضد ايران ، وهل يستطيعون التصريح بأنهم سيكونون جزءً منها ويشاركون فيها ؟. اذا كانوا كذلك ، فإنّ للضجيج الاعلامي بصيصاً من المعنى المفيد ، ودون ذلك ،انما هي لعبة للاستهلاك المحلي ولتوريط اخرين في سقطات سياسية مبهمة وقعوا فيها ، ولا يريدون أن يكونوا وحدهم ضحاياها.