لا أسمي جهة أو دولة أو منظمة بعينها، لسبب بسيط هو انني لا أستثني أحداً، مما أراه من سقوط في الاستعراضيات الاعلامية التي لا تقدم سوى برامج شو في احسن الاحوال، من خلالما يطلق عليه منتديات الاعلام والصحافة، إذيتم استضافة شخصيات سياسية في الغالب عليها ضوء اعلامي فاقع بسبب الوضع الخاص لبلده في مشاكل المحيط الاقليمي، ويجري الحديث في شؤون اعلامية من وجهات نظر انطباعية وينساق ذلك الجمهور النخبوي مع المسار الذي يسير عليه ذلك المنتدى.

مشكلات الاعلام العربي كثيرة، وفي جانب منها ماهو مهني وتقني، كما هناك جانب يمس الحريات والعلاقة مع السلطات، ويبدو ان المنتديات الاعلامية باتت مشكلة مستحدثة  لأنها لاتقارب الخطوط المهمة والاساسية في عرض المشكلة وحلولها والدفع بالسلطات للشروع بقوانين تحمي الاعلام العربي وتقويه بوصفه من اساسيات الحياة العصرية لأية دولة، كما يدخل في صلب النهج الديمقراطي، للدول المعنية بهذا المصطلح السياسي والاجتماعي.

ربما دول الخليج، تندفع في اطار التنافس تحت وهج الاعلام المعني بجذب الانظار لشكليات لاتمس بصلة لجوهر مشكلاتنا الحقيقية في عالم شديد التغير والتطور والتعقيد. وهي بذلك تكدس عدداً كبيراً من المؤتمرات الاعلامية تتداول فيها نفس الاسماء المكرورة، أو «أمينة الجانب»، التي لا يتوقع منها منظمو المنتديات والمؤتمرات اثارة أية قضية اعلامية تلامس الخطوط الحمر في تلك البلدان التي تتسلى بالاعلام كلعبة ذات لمعة، ليست أكثر. الطريقة الجديدة في وضع مذيعة تلفزيونية تحاور شخصية عامة وهما جالسان على المسرح امام الجمهور النخبوي، لا تؤدي غرضاً اكثر من تقديم لقاء مصور بطريقة عرض جديدة. كما انّ الكراسي المبثوثة على المسرح للمتحدثين لا توحي مطلقاً بالهدف البحثي والعلمي والاستقصائي من  ذلك المؤتمر الاعلامي. فلوسكم لا تصنع اعلاماً له رسالة في اغلب الاحيان.