بلاد مؤجلة حتى اشعار آخر

علي السوداني

03/04/2019

وتقول لك الحكومة التي ما زالت ”ناقصة” ببغداد العليلة، انها بحاجة ملحّة الى بقاء القوات الأجنبية في البلاد، وذلك لأن خطر تنظيم داعش لم ينتهِ بعد . ولعمري فإن هذا التأويل ركيك ومطّاط وفضفاض وربما لا نهاية له في الزمن المنظور، لأن داعش وأخواتها بالرضاعة قد تقوم بقتل عشرة شباب خرجوا الى البرية لصيد الكمأ والطير والمتعة الطيبة، وقد تقوم بتفجير سيارة هنا وحزام ناسف هناك، وهذا قد يتواصل ويستمر على مدى خمسين سنة من الآن، وسيفوز معه الحاكم الفاسد الكريه الخائف من رعيته، وسيبقي على قواعد وقوات اجنبية ثابتة مغطاة تحت هذه الحجة المهلهلة.

طبعاً لا يوجد اتفاق بين شركاء الغنيمة الدسمة حول تعريف حاسم للإحتلال، فالمنادون الشكليون الذين يريدون إخراج القوات الأجنبية من البلد المستباح، يذكرون قوات الغزو الأمريكي فقط، وينسون بل ويتناسون القوات الاخرى من الانكليز والفرنسيين والكنديين والألمان والأتراك وشركات بنادق للإيجار، وقوات أجنبية أقرب الى تصنيف الميليشيا وأشهرها عشرات الآلاف من مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي وعائلاتهم، والمصنف عالمياً ضمن قوائم الإرهاب، فضلاً عن وجود ايراني بعضه معلن بباب الاستشارة، وبعضه خفي تحت غطاء ميليشيات مسلحة معروفة.

نحن بمواجهة قاسية وربما غير متكافئة، ضد خلطة شيطانية ولعبة عالمية أنتجت عراقاً هو الأفسد بامتياز من بين كل دول الأرض، وأمريكا المجرمة وأوربا والعرب والشرق والغرب الفسيح، كلهم يعرفون هذه الحقيقة التي لم ينكرها حتى أهلها بمحمية بغداد، لكن العالم القذر يهرول اليهم ويغمض العين والقلب عن فسادهم ودونيتهم، لأنه يرى فيهم بحر نفط عملاق وبلد يأكل ويلبس وينام، لكنه لا يزرع ولا يصنع ولا يبتكر.

لو كانت الدولة القائمة حتى الآن، عادلة ونزيهة وشريفة ووطنية، لما احتاجت لأي وجود أجنبي أبداً، ومن المهازل المعروفة هي ان العراق يمتلك جيشاً مليونياً، وأعداداً ضخمة من الشرطة وقوات امنية اخرى وردائف معلنة، وكلها مدججة بأحدث وأغلى الأسلحة الأمريكية والبريطانية والروسية والفرنسية وغيرها.

هذا هو العالم الخاوي اليابس الألكتروني الذي نعيش ، حيث برميل النفط لديه أعز وأغلى وأطيب من برميل الديمقراطية!!

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group