خصوصية عراقية !

د.علي شمخي

16/04/2019

الاوضاع الاقليمية والدولية التي تحيط بالعراق تتطلب دراية وحنكة وحكمة في كيفية التصرف او اتخاذ المواقف المناسبة تجاهها ولا يكفي ان يعبر رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي عن حقيقة الموقف العراقي تجاه جملة من الاحداث والتطورات التي تظهر بين حين وحين آخر واذا كان محمودا ومهما ومفيدا ان تكون رؤية السيد عبد المهدي قادرة على تلمس ما ينفع العراق في هذه التطورات ومايبعده ويجنبه عن الاخطار المتوقعة فان الاهم برأينا ان تكون هناك سياسة ممنهجة تتبع مجموعة من التعليمات والتوجيهات تكرس لثقافة عراقية مستقلة تتبنى وجهة نظر الدولة العراقية وتتعدى مصالح الاحزاب في السياسات العامة وتأخذ بنظر الاعتبار خصوصية موقع العراق الجغرافي وتنوعه الاجتماعي وتعدد قومياته واديانه ومذاهبه بما يجعل الخطاب الوطني العراقي خطابا موحدا جامعا يلتقي عنده جميع العراقيين دفعا لأي شر متوقع ولايبدو الامر هينا في هذا التوجه وهذا المسعى فثمة اصوات ماتزال تغرد خارج سرب الوطنية العراقية ولا تكترث للأخطار المحدقة التي يمكن ان تتطور فيها الاحداث ونحن هنا نتحدث بالخصوص عن ملف حساس ومهم جدا هو ملف العلاقات الاميركية – الايرانية وتصاعد لهجة الخطاب العدائي بينهما بعد القرار الاخير الذي تبناه الرئيس الاميركي دونالد ترامب وصنف فيه الحرس الثوري الايراني على انه من التنظيمات الارهابية وردود الافعال الايرانية تجاه هذه الخطوة التصعيدية وفي هذا المفصل وما سيعقبه من تطورات على العراق ان يجتهد كثيرا ويبذل الجهود من اجل ترصين ساحته الداخلية وعلى الحكومة ان تكثف من اتصالاتها مع الاطراف السياسية وتديم التنسيق مع مجلس النواب وبقية الهيئات الرئاسية لبلورة موقف عراقي موحد يستشرف الاوضاع المستقبلية ويضع خطوطا عامة لأية قرارات عراقية مستقبلية تتعامل مع اي متغيرات محتملة في ملف العلاقات مع اميركا وايران وعدم ترك هذا الملف للارتجال والصدف والاجتهادات الشخصية كي لاتفسر اية تصريحات او مواقف منفعلة وعاطفية تعكس ولاءات عقائدية لربما تتعارض مع وحدة الموقف الوطني وتجر البلاد الى حافة التصادم والتقاطع مع قوى اقليمية او دولية ومن هنا فان ترك التصريحات في مثل المواقف للمسؤولين في وزارة الخارجية وتعميق ثقافة الخصوصية العراقية وعدّها نهجا وسلوكا سيجنب بلادنا الكثير من المنزلقات ويعزز من توحد العراقيين والتفافهم حول دولتهم ويمنحهم هيبة اكبر ومكانة اسمى.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group