ثمّة مصطلح اختفى من التداول في العراق، وهو الفاشل. هناك فشل مستشر في قطاعات حكومية كثيرة ، فشل يغطي عناوين وواجهات رسمية ، لكن لا أحد يحمل لقب الفاشل . لم تحدث تغييرات وزارية استناداً الى مصطلح الفشل ، وإنّ ما يحدث دائماً هو نتاج منازلات ومناكدات وضغائن شخصية وحزبية في البرلمان وبسبب ذلك فقدنا توصيفاً آخر ، وهو الناجح . معايير ، وعيارات وزن الناس والانتاج والكفاءة ، ماعت وذابت في معايير سياسية عنوانها الولاء. الأمر ليس جديداً في هذا العهد السياسي ، وإنّما قاعدة تقديم الولاء على الأداء كانت سائدة ، وهناك خبراء عسكريون عدّوها سبباً في سقوط بغداد ، التي بدت يوم الاحتلال الامريكي قبل ست عشرة سنة عاصمة سائبة لا خطة عسكرية لحمايتها . السؤال ، هو مَن سيقول لفلان أنت فاشل، ولسواه أنت ناجح ؟ . نرجع الى المعايير والمنجزات وحصيلة الجهد الفردي والمؤسسي في تنفيذ بند من بنود المنهاج الحكومي الذي لا يزال حبراً على ورق منسي وغير متداول أيضاً . اعادة بناء التراكيب الهيكلية للدولة أهم من الاتفاقيات الدولية التي تعقدها الحكومة ، لأنّ بقاء تلك التراكيب فاشلة الأداء سيؤدي الى فشل تنفيذ التعاقدات الخاصة بالعراق ، أو جعلها غير ذات نفع عام . وأعود الى سؤال ما قبل أيام، وأكرره هنا : متى سنبدأ؟