لا ياسيادة رئيس الوزراء.. متأخرون !

د.علي شمخي

17/06/2019

في مؤتمره الصحفي الاخير رفض السيد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الاتهامات والتوصيفات التي تنطلق من بعض وسائل الاعلام او من شخصيات سياسية تنتقد الاداء الحكومي وقد يصل انتقادها او توصيفها للاوضاع في العراق احيانا الى مستوى الفشل والتراجع وفي حقيقة الامر فاننا قد نختلف هنا مع السيد رئيس الوزراء في هذه النقطة واذا كان السيد عادل عبد المهدي يريد الدفاع عن نفسه وادائه واداء حكومته بوجه الانتقادات فاننا نعتقد ان رصد الاداء للسيد رئيس الوزراء ولحكومته على مدى اكثر من عام وفي ظل ظروف الاستقرار الامني والاقتصادي الذي تعيشه الدولة يؤكد باننا متأخرون كثيرا في اكثر من مجال فالبرنامج الحكومي الذي لطالما تحدث عنه السيد عبد المهدي ووعد بأنه سيكون الاداة الحقيقية للتغيير في العراق لم يلمس منه المواطن العراقي اي اثار ايجابية وقطاعات مثل الزراعة والصناعة والتجارة ماتزال شبه مشلولة بل على العكس ان ثمة تحديات كبيرة يواجهها العراق في هذا المجال فثمة تراجع كبير في المساحات الزراعية ولربما اسعفت الارادة الربانية هذه البلاد بموسم الامطار في مواجهة شحة المياه من دون ان تكون هناك اية مشاريع اروائية جديدة أو سعي جديد في هذا الملف والحرائق التي التهمت محاصيل الحبوب والتي خفف من وطأتها السيد عبد المهدي ماتزال تنتشر في مناطق متعددة من دون ان نلمس اية خطوات حقيقية وجريئة لوقف هذه الحرائق ومبادرة السكن التي اعلن رئيس الوزراء عنها تتعثر وتفقد اهميتها بخلوها من اي اطار عملي حقيقي على الارض وما يزال الملف التجاري والصناعي في مدار النقاش والبحث منذ أكثر من خمسة عشر عاما والجميع يمني النفس بان تدور مكائن الصناعة في العراق من جديد وان يتم استثمار الاستقرار الامني وتوظيفه لتوسيع التبادلات التجارية والتخفيف عن اعباء المواطن العراقي بتحسين مفردات البطاقة التموينية والتوسع في شمول اكبر عدد ممكن من الفئات الفقيرة بالدعم الحكومي اما الوعود التي تم قطعها لحسم ملف الكهرباء فقد كشفها التراجع الكبير في التجهيز وما تزال جهود الحكومة في سعيها لابرام العقود مع الشركات الاجنبية محط تشكيك بحساب الزمن الذي اعلن عنه لوضع نهاية لازمة الطاقة وماتزال طوابير الخريجين والعاطلين عن العمل تتعاظم من دون ان تلوح في الافق حلول قريبة كل ذلك وغيره لم يحصل ومن الغريب انكم في كل مؤتمر صحفي تعيدون توصيف ازمات العراق وتستعرضون بالارقام الاحتياجات فيما الشعب العراقي ينتظر منكم ما يسعده وكان يمكن لهذه الحكومة ان تحقق ماهو افضل وان تستعيد الكثير من المنجزات التي فقدها العراق على مدار عقود من الزمن ..لا يا سيادة رئيس الوزراء اسمح لي ان اقول لك ان البلد يتراجع ولا يتقدم مثلما ذكرت في مؤتمرك الصحفي الاخير وان السبب الرئيسي لهذا التراجع برأينا هو البطء والتردد الذي رافق اداء السيد رئيس الوزراء وعدم حسمه للكثير من القضايا ووقوفه متفرجا امام قضية عدم اكمال تشكيلة الحكومة وانتظار الحلول من الاحزاب والتحالفات السياسية مما عزز من دور المحاصصة وابعد الامال بالسير في نهج جديد واذا جاز لنا ان نقارن بين الاداء الحكومي بين حكومة السيد حيدر العبادي والسيد عبد المهدي فاننا ببساطة لن نتردد في القول ان الحكومة السابقة كانت اكثر جرأة في معالجة الازمات وإصدار القرارات وان شخصية السيد العبادي وادارته لمؤسسات الدولة كانت اكثر تأثيرا وعمقا في ظروف زمانية ومكانية معقدة وتحديات امنية خطيرة أحاطت بحكومة العبادي استطاع الرجل مواجهتها ونجح في اختباراتها بشهادة محلية واقليمية ودولية وكان يمكن للسيد عادل عبد المهدي استثمار الفرصة والاجواء المثالية التي توفرت له للعب دور محوري في مرحلة مهمة من تاريخ العراق السياسي واثبات قدراته في تنفيذ خططه التي لطالما تحدث عنها في المحافل السياسية السابقة وكتب عنها كثيرا في وسائل الاعلام.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group