حكاية الشبيه في شارع الرشيد

فاتح عبد السلام

24/06/2019

قصة‭ ‬طريفة‭ ‬منشورة‭ ‬في‭ ‬(الزمان)‭ ‬اليوم، ‬حول‭ ‬الشبه‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬شاب‭ ‬مصري‭ ‬يلعب‭ ‬احيانا‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬فريق‭ ‬محلي‭ ‬مغمور‬،‭ ‬وبين‭ ‬النجم‭ ‬الرياضي‭ ‬العالمي‭ ‬محمد‭ ‬صلاح. ‬المشجعون‭ ‬المصريون‭ ‬المحبون‭ ‬لصلاح‭ ‬تهافتوا‭ ‬على‭ ‬الشبيه‭ ‬بشكل‭ ‬عجيب‭ ‬هاتفين‭ ‬باسمه‭ ‬ومهللين‭ ‬له،ومحاولين‭ ‬رفعه‭ ‬على‭ ‬الاكتاف‭ ‬،‭ ‬كيف‭ ‬لا‭ ‬وهو‭ ‬النجم‭ ‬الكروي‭ ‬المصري‭ ‬الذي‭ ‬تفوق‭ ‬شهرته‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬أية‭ ‬شهرة‭ ‬أخرى‭ .‬
الشرطة‭ ‬هرعت‭ ‬للمكان‭ ‬،وحاولت‭ ‬حماية‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬المزيف‭ ‬،وأدخلته‭ ‬فندقاً‭ ‬يضم‭ ‬نجوم‭ ‬الرياضة‭ ‬،‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تكتشف‭ ‬أنّه‭ ‬ليس‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬الأصلي‭ ‬باعترافه‭ ‬هو‭ ‬،‭ ‬لتقوم‭ ‬بطرده‭ ‬الى‭ ‬الشارع‭ ‬ليلاقي‭ ‬مصير‭ ‬(‭ ‬محبيه)‭ ‬بنفسه‭ .‬
مسألة‭ ‬الشبه‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬مثيرة‭ ‬حقاً‭ ‬،‭ ‬وربما‭ ‬تحدث‭ ‬معنا‭  ‬احياناً‭ ‬في‭ ‬الشارع،‭ ‬حين‭ ‬نتردّد‭ ‬هل‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬أمامنا‭ ‬هو‭ ‬فلان‭ ‬المشهور‭ ‬في‭ ‬الغناء‭ ‬أو‭ ‬الرياضة‭ ‬أو‭ ‬السياسة‭ ‬،‭ ‬أم‭ ‬إنّها‭ ‬مجرد‭ ‬تشابهات‭ ‬وأوهام‭.‬
ماذا‭ ‬لو‭ ‬وجد‭ ‬العراقيون‭ ‬وهم‭ ‬يسيرون‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬الرشيد‭ ‬المتعب‭ ‬شبيهاً‭ ‬لرأس‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬أو‭ ‬البرلمان‭  ‬يسير‭ ‬وحده‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حماية‭ ‬ولا‭ ‬سيارات‭ ‬،‭ ‬ويحمل‭ ‬علاليك‭ ‬التسوق‭ ‬بيديه‭ ‬،‭ ‬وحذاؤه‭ ‬قصف‭ ‬التراب‭ ‬مقدمته‭ ‬والعرق‭ ‬ينز‭ ‬من‭ ‬جبينه؟‭.‬
بلاشك‭ ‬ستكون‭ ‬لحظات‭ ‬فاصلة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬ذلك‭ ‬الشبيه‭ ‬تعيس‭ ‬الحظ‭ ‬،‭ ‬وأنّ‭ ‬فرص‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬ستكون‭ ‬معدومة،‭ ‬وخاصة‭ ‬اذا‭ ‬كانت‭ ‬دورية‭ ‬الشرطة‭ ‬بعيدة‭ ‬عنه‭ .‬
تخيّلوا‭ ‬فلاناً‭ ‬،‭ ‬نعم‭ ‬فلاناً‭ ‬الذي‭ ‬تعرفوه‭ ‬جيداً‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬تاكسي‭ ‬قرب‭ ‬سوق‭ ‬الشورجة،‭ ‬والناس‭ ‬بين‭ ‬مصدّق‭ ‬ومكذب‭ . ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬يصوّره‭ ‬بهاتفه‭ ‬،‭ ‬وهناك‭ ‬مَن‭ ‬يقول‭ ‬انّ‭ ‬زمن‭ ‬المعجزات‭ ‬عاد‭ ‬،‭ ‬ومنهم‭ ‬نراه‭ ‬يتصل‭  ‬سريعاً‭ ‬بهاتفه‭ ‬بجماعته‭ ‬ليسألهم‭ ‬كيف‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التصرف‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬(المسؤول)‭ ‬أو‭ ‬المواطن‭ ‬ذي‭ ‬الحظ‭  ‬المصخّم‭.‬
ربما‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬العراقيين‭ ‬أن‭ ‬ينظروا‭ ‬الى‭ ‬وجوههم‭ ‬في‭ ‬المرايا،‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الاحتياط‭ ‬،‭ ‬قبل‭ ‬الخروج‭ ‬للعمل‭ ‬صباحاً‭ ‬،‭ ‬لكي‭ ‬يستطيعوا‭ ‬أن‭ ‬يستدركوا‭ ‬ويغيروا‭ ‬تمشيطة‭ ‬الشعر‭ ‬مثلاً‭ ‬إذا‭ ‬شكّوا‭ ‬مجرد‭ ‬شك‭ ‬أنّها‭ ‬تشبه‭ ‬تسريحة‭ ‬ذلك‭ ‬المسؤول‭ ‬اللامع‭ ‬،‭ ‬قبل‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group