حين يعطي مجلس نقابة عريقة ، تجاوز عمرها  الـ 70 سنة ، هي نقابة الاطباء في العراق ، ذات الماضي المهني الشجاع المعروف  في الحقب الماضية ، عهدا  ينبغي ان ينفذه بحذافيره ، ويتابعه بصرامة  ، او يعلن نقيبها ، اعتذاره ، ويبين اسباب عدم قدرة النقابة على التنفيذ ، شرط ، ان يحدد النقاط والجهات التي عرقلت عهدا ، صائباّ ومطلباّ جماهيرياّ تبنته النقابة ، ويتجه مجلسها ونقيبها الى الاستقالة فورا ، فعهد القول بفعل وامر معين ومحدد سوف يحدث في المستقبل  هو موقف اخلاقي ، ويسمي ذلك بالعهد بالملزم ، وهناك فرق بين العهد والوعد ، فالعهد هو ميثاق مشروط  ، يجب تنفيذه ومن يخالفه يعتبر ناكثا له، اما الوعد فهو أمراّ يمكن تنفيذه او لا كونه غير مشترط  .. وحين نقرأ نص قرار نقابة الاطباء في العراق ، الذي اتخذته في اول كانون اول الماضي ، نجده عهدا ، وليس قرارا ، لاسيما ان النقابة الزمت نفسها بتنفيذه بعدما اعلمت مجلس النواب ووزارة الصحة ونقابة الصيدلة بما عزمت عليه ، مذيلا بتوقيع نقيبها ..فما هو عهد النقابة الذي اشير اليه ؟ لنقرأ :
(مجلس نقابة  الاطباء ، ولحل الإشكاليات والشكاوى الواردة عقد اجتماعا خاصا لمناقشة موضوع “الوصفات الطبية قرر خلاله  إلزام الأطباء في العيادات الخاصة كتابة الوصفة الطبية طباعة الكترونيا واعتماد آلات طابعة في العيادات اعتبارا من الأول من آذار 1 / 3 / 2019 وطالب الصيدليات كافة  بعدم صرف اي وصفة طبية غير مطبوعة وغلق عيادة الطبيب الممتنع عن طباعة الوصفة بعد التاريخ المحدد للقضاء على التشفير بالوصفات وتسهيل عمل صرف الدواء ) بربكم ، هل التزمت نقابة الاطباء بعهدها ، وهل نفذ الاطباء والصيادلة القرار”العهد” الذي الزمت نفسها فيه النقابة ، بموجب اجتماعها في 1/ 12 / 2018 اي قبل نحو 8 اشهر ، وهل اتخذت اجراءات معينة بحق المخالفين الذين يزيد عددهم على 90 بالمئة ممن يعنيهم الامر ، لاسيما ان الشائعات تؤكد ان بعض الأطباء بات يصف ادوية للمرضى اكثر من المطلوب أحيانا ، او يفرض عليهم شراء ادوية تنتجها شركات معينة متفق عليها مع هذا الصيدلي او ذاك نظير عمولات وخدمات مادية للطبيب المعالج ، واعتماد الخط غير الواضح في كتابة الوصفات ، واصبح ذلك مدارا للإضحاك حين تنشر بعض صفحات التواصل الاجتماعي صورا لوصفات  لأطباء ، هي اقرب الى الشخبطات  والتمويه ، منها الى العلمية والرصانة المطلوبة من عيون المجتمع المتمثلة بالأطباء ..ربما ان الاطباء بحاجة الى دورات لتعلم الطباعة الالكترونية ، التي اصبح طلبة المدارس الابتدائية يمارسونها بنجاح ، شأنهم شأن كتاب العرائض (العرضحالجي ) امام دوائر المحاكم ! اكتب هذه السطور ، معتذرا من الصديق العزيز الاستاذ ستار السامر رئيس المرصد الصحي العراقي ، الذي اجده يبذل جهدا اعلاميا كبيرا ، من خلال تسليط الاضواء على جوانب شتى في مسيرة النقابة ووزارة الصحة ، حاملاً وزر الاخفاقات التي تحدث هنا وهناك .. فتحية لأخي السامر ، وعتاب بسعة فجر الصباح لنقابة الاطباء ونقيبها ، واقول لهم :لا تقطعوا أبداً وعداً لا تستطيعون الوفاء به ، فالوعد دين غير مدفوع !