لا تقل جيشاً أو حشداً

فاتح عبد السلام

24/08/2019

حتى هذه اللحظة، تلتزم الولايات المتحدة بالدفاع والامن في العراق، وعلّمتنا التجارب السابقة في خلال تسعين عاماً أنّ أمن اسرائيل تبقى كفّته أعلى في حال تعرض لتهديد. إذن هما معادلتان، الأولى هي انّ أمريكا مازالت تعد العراق مكاناً استراتيجياً لها ولم تتخل عنه.

والثانية، انّ اسرائيل لن تسمح أن ينطلق أي تهديدمن العراق ضد أمنها، وإلاّ مامعنى أن أيدت ازالة النظام السابق الذي كانت ترى فيه عدواً واضحاً لها .

كل شيء في المرحلة الحالية سيخضع لهذا المنظار ، في حال نشوب صراع مسلح  يمر بالعراق ، وسببه ايران واسرائيل .

المؤشرات الموجودة تؤكد انّ عمليات الصف الاسرائيلي ستشتد على أي موقع موال لإيران مثل المواقع الايرانية التي استهدفتها الغارات في سوريا .

أعود للسؤال الجوهري، أين هو العراق من هذا الصراع؟

العراق يعد الحلقة الاضعف في موازين القوى الاقليمية المتصارعة ، لا يستطيع أن يفعل شيئاً، وليس بيده أكثر من بعض البيانات المتقطعة وربّما الغامضة. واقوى ما يمتلكه العراق اليوم هو الجغرافيا، لكن من سوء حظه، ومن المضحكات انها تتعارض فوائدها مع معطيات التاريخ .

هناك مَن يقول، أنّ استمرار الضعف في الامكانات من دون بناء جيش كجيوش المنطقة ، هو السبب للحال الذي وصل اليه البلد، وهي ترى كرات اللهب يجري تقاذفها في سمائه ، من دون أن يكون له أية امكانية في التأثير بما يجري.

لا تقل جيشاً أو حشداً أو أية تسمية أخرى، لأنّ لّذلك هو نتاج حالة سياسية قائمة رسمياً وبيدها السلطة، وانّ دخول أي طرف من الاطراف في صراع أو محور حرب اقليمية، سيقود العراق الى نهاية مأساوية لا تستثني يابساً أو رطباً. ولا أظن أن أحداً في العالم سيعلن رفضه أن تكون صورة بغداد أو النجف أو البصرة نسخة اخرى من صورة الجانب الايمن في الموصل .إنّه أمر لا يعني أحداً مطلقاً.

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group