الصابئة المندائيون يحتفلون بعيد التعميد الذهبي: طقوس بيضاء تُجدد الروح وتكرم الموتى
قبل 3 اسابیع العراق
يحتفل أبناء الطائفة المندائية في العراق بعيد التعميد الذهبي، المعروف بـ"دهفا إديمانا"، والذي يُعد من أبرز المناسبات الدينية التي تكرّس قدسية الماء الجاري في الديانة المندائية، باعتباره ركنا أساسياً وواجبًا روحانيًا يبدأ من لحظة الولادة ويستمر طوال حياة الفرد.
في هذا اليوم، يتجه المندائيون إلى معابدهم المعروفة بـ"المندي"، مرتدين الزي الأبيض التقليدي "الرسته"، لأداء طقوس التعميد والتطهير، إلى جانب إعداد طعام الغفران "الثواب" لأرواح الموتى. ويعود أصل المناسبة إلى تعميد النبي يحيى بن زكريا، نبي الديانة، ويعد هذا اليوم وفق المعتقدات "يوم تطهير" للروح وتجديد للعهد الروحي مع الخالق.
الديانة المندائية تعد من أقدم الديانات التوحيدية، وتُكتب تعاليمها باللغة الآرامية في الكتاب المقدس "الكنزا ربا" أو "الكنز الكبير"، الذي يتضمن صحف النبي آدم، ويفصل في جزأيه قضايا التكوين وتعاليم الحي الأزلي، إلى جانب رحلة النفس بعد الوفاة نحو عالم النور، وما ينتظرها من ثواب أو عقاب. وقد أشرف الشاعر الراحل عبد الرزاق عبد الواحد على ترجمة "الكنزا ربا" إلى العربية.
ورغم عمق جذورهم في جنوب العراق، واجه أبناء الطائفة تحديات وصعوبات دفعت بكثير منهم للهجرة، سواء إلى إقليم كوردستان الذي استقبل الآلاف منهم وفتح لهم معابد لممارسة طقوسهم، أو إلى دول المهجر مثل السويد وألمانيا وأستراليا والولايات المتحدة، حيث نالوا الاعتراف الرسمي بدينهم وتمكنوا من بناء معابدهم والحفاظ على تقاليدهم.
ويعرف المندائيون بإتقانهم مهنة صياغة الذهب، التي بقيت حرفة موروثة ومصدر رزق أساسي للكثير منهم حتى يومنا هذا.