الحجر في البيوت ، يفرز يوماً بعد يوم فوائد مختلفة منظورة وغير منظورة مع جملة من العوامل السلبية أيضاً . الدول ترى ان المتضرر الاول هو الاقتصاديات الكبرى التي تتآكل ونسب البطالة الآخذة بالارتفاع وطلبات المعونات المهددة لموازنات الدول والخسائر الاستثمارية المتنوعة . وعلماء البيئة سعيدون بالنتائج التي فشل مؤتمر المناخ في باريس من الحصول على ربعها ، إذ قلت نسبة الطيران في الاجواء بنسبة ثمانين في المائة من الطاقة الاجمالية للطيران التجاري الى جانب توقف العمليات الانتاجية الصناعية الثقيلة في معظم مناطق اوروبا ذات الصلة ، كما ان استخدام المواطنين للسيارات في اوروبا وآسيا خاصة نزل الى حد التلاشي في بعض الدول أحياناً ، الامر الذي انعكس على استهلاك الوقود وافرازات الغازات الضارة .
العمل من المنازل، وفر في استهلاك الطاقة الكهربائية واستهلاك الاجهزة في الدوائر والمكاتب ، بالرغم من انه زاد قليلا من الاستخدام المنزلي للطاقة. وتجربة الحجر المنزلي لفتت انتباه الملايين الى انّ الكثير من المشاوير والزيارات لمختلف الأسباب كانت تافهة، ويمكن الاستغناء عنها بسهولة من دون أي أثر سلبي .
وفي الجانب الاجتماعي والعائلي، هناك زيادة في نسبة المشكلات الزوجية لكثرة المناقرة اليومية لأتفه الاسباب، في حين وجد آخرون أنها فرصة لاعادة اكتشاف المنزل والحياة الاسرية التي تآكلت تحت وقع الحياة الحديثة وعجلاتها القاسية .
الحجر المنزلي فتح آفاقاً جديدة أمام الشركات لإعادة هيكلة بعض الاعمال من خلال تعاقدات مع خبراء وموظفين ليس بالضرورة ان يكونوا موجودين في داخل مكاتب الشركات كل يوم . ولعلّها أهم المعطيات الايجابية للتطور التكنولوجي في الاتصالات .
لكن الفائدة الاكبر التي يستلذ بها كثير من المواطنين هي تغطية الكمامات لمعظم مساحة وجوه السياسيين والبرلمانيين التي تقطر شراً وفساداً وعهراً ودناءةً وخسّةً وتخلّفاً وانحطاطاً وضعةً .