زراعة الحب والأمل

د. هاشم حسن التميمي

01/08/2018

منذ سنوات اتابع بشغف كبير بعض البرامج الغربية المعنية بزراعة الامل والحب في نفوس الاخرين بدلا من التطرف والكراهية والانانية، وتسألت مع نفسي اين نحن من هذه المبادرات الانسانية الراقية ولماذا يزرعون الورد  والحب ونحن نزرع الاشواك، بل الموت والغدر والخيانة…؟

 لا استطيع ان افسر هذه الظاهرة بدقة اتركها لعلماء الطب النفسي والاجتماع ليفتوا فيها ، لكنني اشير لبرنامج (تحقيق امنية ) الامريكي وكيف يتجول الاف المتطوعين لجمع تبرعات من الناس لتنفيذ برامج ذكية لتحقيق احلام اشخاص جلهم من الاطفال اقعدهم المرض لاسيما السرطان اللعين، لكنه لم يستطع ان يوقف احلامهم وشعورهم بالامل  لتحقيق مايصبون اليه وينقل لنا البرنامج تلك اللحظات المثيرة التي حقق فيها هذا الانسان حلمه بمساعدة نبيلة من الاخرين، وقارنت ما يحدث عندنا وكيف نحطم امال الاخرين ونجهض تجاربهم الناجحة بكل الاساليب.. وتبين لي الفرق الشاسع بين تحقيق حلم مشروع واخر مجنون يريد ان يدمر العالم لتحقيق رغبة وليس لاستحصال حق في الحياة والحرية فشتان مابين الحلمين..!

 واستوقفني منظراكوام احجار القرميد الاحمر عند مداخل المعابد البوذية في جبال كوريا الجنوبية، وقادني فضولي لسؤال كبيرهم عن سر هذه الاكوام من الحجر فقال ان زوار هذه المعابد يلتقطون حجرا ويكتبون عليه امنياتهم شرط ان تكون الأمنية ليست شخصية لانفسهم انما الى الاخرين، فتنقل هذه الحجارة لتشييد معابد جديدة تكون سقوفها مبنية من حجر هذه الامنيات لتصل للرب وله القرار في تحقيقها.

تذكرت هذا التقليد وشعرت بالاستغراب ونحن ابناء دين الرحمة لكننا حين نزور مراقد الانبياء والاولياء نعرض احلامنا بانانية وفي مقدمتها التماس اذى الاخرين وازاحتهم حتى لو كانوا على حق وفي قمة الشرف والنزاهة من امامنا لتحقيق احلامنا …. وهنا ادركت لماذا تقدمت تلك الشعوب  ولماذا تراجعنا  الاف السنين لانهم يزرعون الحب والامل  بالايثار وحب الاخ والجار والزميل واي انسان بل نبات وحيوان، ونحن نغرق في الانانية ولانسعى الا لتحقيق ذاتنا واسلوبنا وطرائقنا تدمير الاخر فما اتعسنا وما اسعدهم.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group