خارج اسوار التحزب!

د.علي شمخي

18/08/2018

تنشط الغرف المغلقة داخل الاحزاب والكيانات السياسية باجتماعات تشاورية لاجل التنسيق بين الطامحين لتشكيل الكتلة الاكبر والفوز بمقاعد الاغلبية داخل قبة البرلمان واذا كانت مثل هذه الاجتماعات جزءا من الحراك السياسي لاستكمال الاستحقاقات الدستورية وصولا الى تشكيل الحكومة الجديدة وانعقاد الجلسة الاولى من جلسات مجلس النواب الجديد فان الاهم من هذه الاستحقاقات الالتفات الى المتغيرات في الشارع العراقي والاقتراب اكثر من هموم ملايين العراقيين الذين لم يعد لديهم اهتمام كبير باخبار التحالفات بين الاحزاب بقدر الاهتمام الذي يولونه للاجراءات المنتظرة لتحسين مستوى المعيشة وتقديم الخدمات في المحافظات والاقضية والنواحي وتوفر الدواء والاهتمام بمستقبل الشباب العراقي الذي تضاعفت اعداد العاطلين في وسطه وضاقت السبل امامه من اجل تأمين حاجاته الضرورية ومايردنا من اخبار حول الاجتماعات واللقاءات بين زعماء الاحزاب والكتل وممثليهم يبعث على الخيبة ويزيد مشاعر الخذلان فالتصريحات المتوالية تتحدث عن تكرار سيناريو الانتخابات السابقة بالاجتهاد وعدم التفريط باية فرصة للفوز بالمناصب التنفيذية واقتسام المصالح والامتيازات في الوزارات والهيئات المستقلة وتوزيع الادوار واخذ العهود بتبادل المنافع وهناك حديث عن اتفاقات سرية تسعى لها قيادات حزبية رفيعة يجري الاعداد لها لترتيب اتفاقات مع الاحزاب والكتل السياسية في اقليم كردستان لضمان تأييدها في فوز مرشحين لمنصب رئيس الوزراء ومنصب رئيس مجلس النواب كل تلك النوايا وكل هذا الحراك يعيد للمشهد العراقي مظاهر البؤس ويكرس لنهج المحاصصة سيء الصيت ويعزز من قناعة المواطن العراقي بعدم جدوى اية انتخابات تشريعية في العراق مع بقاء هذا النهج ومع اصرار رموز سياسية مجربة على الانفراد بالمقررات في غرف مظلمة وتفضيل المسارات الفئوية والحزبية الضيقة على حساب المسارات الوطنية التي يمكن من خلالها الوصول الى حلول تنقذ العراق من واقعه وتفتح ابواب الامل نحو التغيير المنشود وتغلق ابواب الفساد والتكالب الحزبي على المناصب في الوزارات والمؤسسات المختلفة من هنا لابد ان يكون هناك صوت قوي وكتلة قوية معارضة تفضح الطامعين وتتمسك بالرفض السياسي للنهج المنحرف يلتف حولها من لايريد الانضمام لجوقة المحاصصة ومن يريد الاصلاح والخير لهذا الشعب المظلوم.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group