قبة التغيير!

د.علي شمخي

10/10/2018

مهمة الاصلاح والتغيير ليست منوطة بطرف واحد من اطراف الدولة العراقية والحديث عن رئيس وزراء جديد مستقل تكنوقراط جرى التوافق على اختياره من قبل الكتل السياسية ليس كافيا للقول ان التغيير حصل والحديث عن ترك اختيار الوزراء لرئيس الوزراء وحده ليس كافيا ايضا والتصريحات والشعارات بضرورة الابتعاد عن نظام المحاصصة لايمكن التصديق بها من دون ان تتجسد على ارض الواقع بسلوك سياسي داخل قبة البرلمان يتحلى به رؤساء الكتل وممثلو الشعب باقصى درجات الوطنية ويمارسون فيه الايثار والترفع عن العناوين في شتى الدرجات والمناصب من اجل الدفع بالمخلصين والكفوئين والنزيهين لتولي المسؤولية داخل السلطة التشريعية والتنفيذية ومتى ماشهدنا مثل هذا السلوك ومثل هذا الاداء امكن الاطمئنان بان ثمة تغييرا يحصل في العراق يمكن ان يقودنا الى الاصلاح الكبير ومن المؤكد ان انتظار مثل هذه الممارسات الايجابية لن يكون سهلا للكثير من ممثلي الشعب العراقي الذين حازوا شرعية تمثيل ابناء محافظاتهم فالكثير من هؤلاء لربما سيصطدمون مع نزعات وايدلوجيات قادة بعض الاحزاب والكتل السياسية وهناك منهم من هو غير مؤهل للعب مثل هذا الدور الوطني وتنقصه الشجاعة للمضي بهذا الطريق وهناك من هو مستسلم لاغواء السلطة والمنافع المالية التي يمكن ان تجلبها له وهناك من تتحكم به عقد الطائفية ويتماهى مع المصالح الاقليمية والتدخلات الخارجية وفي كل الاحوال فان قبة البرلمان هي المكان الحقيقي التي سنرى من خلالها مشاهد التغيير الحقيقي في العراق وستنعكس مثل هذه التغييرات على بقية مفاصل المنظومة السياسية برمتها فبرلمان فاعل وقوي سينتج لنا حكومة قوية يمكنها ان تحظى بثقة البرلمان نفسه ويطمئن لها الشعب العراقي فيما لو سمح لها قادتنا الاقدار الى استنساخ التجارب السابقة لبرلمان تتنازع فيه المصالح الحزبية وتتدافع فيه الاهواء الطائفية فاننا بالتأكيد لن ننجومن النتائج السلبية الناجمة عن هذا التنازع وهذا التدافع وسيجد رئيس الوزراء الجديد واعضاء حكومته من الوزراء الحجج الكافية للتعكز عليها لتبرير اخفاقهم او تباطئهم في اداء واجباتهم وسيعود الجميع الى مظاهر الشلل واليأس والقنوط من امكانية تصحيح المسارات وتعديل الاعوجاج وتقويم الاخطاء ..قبة البرلمان هي مصنع التغيير الحقيقي .

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group