اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للفقراء

فاتح عبد السلام

19/11/2018

اليوم العالمي للفقراء، يمر من دون أن تذكره الحكومات التي تسببت في افقار شعوبها عبر هذا التخبط في خطط اقتصادية مرتجلة وقصيرة النظر، ومن خلال انتشار الفساد الاداري والمالي على نحو كبير من دون اي حساب إلا بحسب معايير سياسية وفي توقيتات خاصة، حين يتم تسليط الضوء ولفت الانتباه على أذن الجمل المسروقة في وقت نشهد سرقة الجمل بما حمل في وضح النهار من دون سؤال .

اليوم علمت انّ هناك يوماً للفقراء في العالم، وهذا يعلن للمرة السنوية الثانية، عبر جمع بابا الفاتيكان في ساحة كبيرة ثلاثة آلاف فقير جاءوا من مناطق مختلفة من ايطاليا، لينالوا فرصة صحية أو تعليمية أو غذائية، واسعدهم الحظ بوجبة غداء مشتركة مع الحبر الاعظم.

أصحاب الثروات المنهوبة من دم الشعوب البائسة لهم في كل يوم مناسبة لهم، لأنهم باتوا يتحكمون بقوت الناس الذين فقدوا كل شيء وباتوا يحملون صفة الفقير على نحو دائم . وهؤلاء الفقراء تجدهم في بلدان العرب في مخيمات النازحين والمهجرين وفي مدن ندرك تمام الادراك انها تحمل اسم مدينة جزافاً بعد أن فقدت عناصرها الاساسية في العيش الكريم .

الطبقات السياسية هي سبب مباشر في انتشار الفقر من خلال عدم مناقشة الفقر كظاهرة تمس مستقبل البلد كبلد له مقومات ودولة لها دستور وسياسات.

حيث نجد كل شيء متروكاً للصُدف والظروف الطارئة التي تحرك القشرة الخارجية لدى الحكومات أحياناً  في الأزمات الفاضحة، في حين انّ آليات تشغيل الحكومات قائمة على هذا الاهمال الكبير لمشاريع التنمية التي تكافح البطالة وتتولى التنوير والقضاء على الجهل والتخلف .

في العراق ثروات عظيمة مبددة، تحتاج الى سياسات انتاجية لا الى سياسات صرف استهلاكي من دون منهج .

الى متى يبقى العراق يحمل اسم البلد النفطي، ومعدلات الفقر فيه أعلى من مستوياتها في كثير من البلدان غير النفطية . هل تبحث الحكومة في هذا الخلل الواضح وتحاول معالجته في خطط تنمية امدها خمسة عشر عاماً وملزمة لجميع الحكومات المتعاقبة، لتعويض الزمن المماثل الذي ضاع من عمر العراق . هل من الممكن أن يحظى الجيل المقبل بفرصة العيش الآمن بعد أن فقدها الجيل الحالي؟ .

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group