هيبة أم خيبة؟

د. هاشم حسن التميمي

21/11/2018

يعتقد البعض ان هيبة الدولة تتمثل بمظاهر الترف والتبذير واختلاس المال العام في زمن البطالة وانتشار الفقر، وهذه نظرية ابطالها اعضاء مجلس النواب وابواقهم من الاعلاميين.

والعجيب ان هؤلاء الناس يجاهرون بدون خجل او حياء وعبر وسائل الاعلام بهذ النظرية الاستحواذية فقد صرح علنا وجهارا الناطق باسم رئيس البرلمان وهو يدافع عن مخصصات السكن لاعضاء مجلسنا غير المقدس بانها حق شرعي ولابد ان يتوافر لعضو مجلس النواب مستلزمات هيبة الدولة وكأن الهيبة بالراتب الضخم والسيارات المدرعة ومخصصات الطعام والسكن والبدلات ورجال الحماية والطبابة ومخصصات الايفاد والترفيه وكلها تصرف من المال العام  وليس هنالك من منصف يقارن هذا الترف بما تتقاضاه اسر الشهداء والعلماء والمفكرين والادباء وقدامى الموظفين وحملة الشهادات العليا وعموم الناس الذين يبحثون عن فرصة عمل او سقف هزيل وشبر بالحلال لسكن العيال، وليس بين النواب وحتى الذين كانوا يتحدثون عن الاصلاح ومحاربة الفساد يتحدث بان هيبة الدولة تتمثل في النزاهة والشرف والثقافة والتضحية ونكران الذات والخبرة والشهادة الحقيقية والتقشف والنزاهة فقد كان خلفاء الرسول (ص) يفترشون الارض ويلبسون مايستر العورة وكانت الارض والسماء تشعر بقيمتهم وهيبتهم لعدالتهم فاين انتم منهم يا سراق المال العام نتحداكم ان تتنازلوا عن الامتيازات الحرام وتتخلوا عن حماياتكم وسياراتكم المدرعة وتمشون في الطرقات مثلما كنتم  سابقا بدون خوف.

ونسال لماذا تخافون من الاختلاط مع الناس وانتم تدعون انكم تمثلون الشعب فلتسقط تلك الهيبة المزيفة التي تصنعها دولارات مختلسة من المال العام من افواه الايتام وابناء الشهداء.. فهذه والله خيبة وليست هيبة.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group