هل يعلم البنك المركزي؟

د. هاشم حسن التميمي

12/12/2018

تعيش مصارفنا الاهلية الخاصة مرحلة حساسة جدا تحتاج فيها كسب ثقة الزبائن واجتذاب ودائعهم ومدخراتهم وتنشيط فعالياتها الاقتصادية لتؤدي دورها المرتقب في التنمية، ولذا فان المطلوب من البنك المركزي رعايتها وتسهيل اجراءاتها في التعامل مع الناس وليس تعقيدها لتدفعهم للهروب منها وايقاف التعامل معها.

نقول ذلك بعد ان اطلعنا على تعليمات اصدرها البنك المركزي وطالب المصارف الاهلية بتطبيقها  حرفيا  والا فانها تتعرض  الى عقوبات صارمة وقامت المصارف بدورها بمطالبة الزبائن بتنفيذ هذه التوصيات وصحيح ان هدفها نبيل  ويتمثل برصد حركة غسيل الاموال  الذي تقوم به ديناصورات السحت الحرام ودواعش السياسة لكن الغريب وغير المنطقي ان البنك المركزي وعلى الرغم من وجود نخبة من اصحاب الخبرة والحكمة وقعوا في فخ الروتين ونفذوا ما اسموه بتحديث الحسابات المالية بين فنرة واخرى وفي الوقت الذي  يدرك محافظ البنك المركزي ومعيته بان لديناصورات نهب المال العام من الطرائق والاساليب التي تجعلهم يهربون المليارات  لخارج البلاد بالف  وسيلة وطريقة ويخرجون من هذه الاجراءات الاحترازية مثل خروج الشعرة من العجين كما يقولون ويتحمل هذا الروتين المواطن البسيط الذي لاتتجاوز حساباته مئات الدولارات بعضها في دفاتر توفير يلجأ لها الفقراء وليس اصحاب الارصدة المليارية ويتطلب منه في ضوء التعليمات الجديدة في كل مرة جلب المقدسات الاربعة وجواز السفر وصوراً ملونة وملء تعهدات ببصمة الابـــهام وتعبئة استمارات تزدحم بالاسئلة البعض منها ينتهك الخصـــــوصية تذكرنا باستجـــوابات المسألة والعدالة…

فهل يعقل هذا ياخبراء البنك ان يحاكم كما يقول  دريد لحام وهو يؤدي شخصية غوار الطوشة المواطن البسيط لامتلاكه ليرة واحدة ويترك من اختلس المليارات وهربها بطائرات وشاحنات وسفن وزوارق وتحت  انظار السلطات كلها.

هل تعلمون ياسادة البنك المركزي ان معاناة واحراجات موظفي المصارف الاهلية مع المواطنين بسبب تطبيق هذه الاجراءات كبيرة ومخجلة بل تصل لدرجة التذمر والشجار والتفكير الجدي بايقاف  حساباتهم وغلق دفاتر التوفير، وكان الاجدى بالبنك ان يطبق هذه الاجراءات على اصحاب الحسابات الضخمة  وليس المتواضعة والاصح على  حركة الحسابات المريبة والتي تثير الشك والريبة…

ارحموا الناس من هذا الروتين وارحموا المصارف الخاصة من تعقيد الاجراءات واشغالهم بامور شكلية هي مضيعة للوقت وللجهود وللورق.. وانتم تعلمون كيف يهرب اللصوص  الكبارملياراتهم  وكيف يغسلون اموالهم بدموع ودماء الشرفاء في هذا الوطن.

المصدر// جريدة الزمان

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group