تسويق إعلامي خطير..

د.علي شمخي

15/01/2019

ماتفعله بعض مواقع التواصل الاجتماعي تجاه الجمهور يثير الكثير من الحساسية ويولد ردود أفعال غير محسوبة واذا كانت هذه المواقع تمثل اليوم واجهة إعلامية بارزة تتفوق على نظيراتها من وسائل الإعلام من حيث التأثير والانفعال والسرعة في نقل المعلومة فإن الخطر الأكبر الذي يمكن رصده في أزمنة وامكنة معينة هو محاولة توجيهه من قبل قوى سياسية نافذة لها أدواتها الخاصة من أجل تشويه الحقائق وبث رسائل إعلامية منحرفة تريد من ورائها خلق رأي عام جديد او تغيير قناعات او التأثير على القرار الوطني وتشتيت الجهود لإبعاد العراق عن مثابات الأمن والاستقرار ويمكن تلمس مثل هذه الأخطار عبر المنشورات التي يجري تداولها بسرعة لافتة للنظر في مواقع الكترونية مختلفة ومن خلال دراسة المحتوى والمضمون لهذا المنشور يدرك المتخصصون في مجال الإعلام والحرب النفسية والشائعة منهجية الخطاب الإعلامي منحرف الذي تقف وراءه قوى وجهات ممثلة باحزاب وكيانات واشخاص أرادوا لأنفسهم القبول بلعب دور المسوق لأفكار ومفاهيم وقناعات يراد لها ان تمر في الساحة العراقية وان تترك آثارها السيئة على مسار العملية السياسية برمتها وخلال الشهور الماضية امكن رصد مثل هذا التسويق والذي تمثل بنشر وتداول تصريحات سياسية مشوهة او كاذبة تتحدث عن العلاقات العراقية الإسرائيلية وان زيارات لأعضاء في مجلس النواب او وزراء في الحكومات العراقية السابقة الى إسرائيل وتلقت الدعم اللازم لإعادة توجيه الرأي العام العراقي نحو واقع جديد للعلاقة مع إسرائيل وفي جانب آخر يجري إطلاق مايمكن تسميته بالونات اختيار لجس النبض واستبيان الرأي لشرائح المجتمع العراقي والتعرف على المواقف الحقيقية للرأي العام ومدى استجابته لقرارات او خطوات يمكن اتخاذها او الأقدام عليها في المستقبل القريب ومن المهم جدا هنا ان تكون للحكومة العراقية القدرة على رصد مثل هذه الظواهر والتعامل معها بجدية وعدم إهمالها وبالتأكيد ستكون المؤسسات الإعلامية المعنية بهذا الموضوع الدور الأكبر في إيجاد سبل التنسيق مع الدوائر الحكومية لمواجهة اية اختراقات يمكن للمسوقين النفاذ منها وتوظيف الأزمات السياسة لصالح المنهجية التي يريدون تكريسها لتغيير العديد من القناعات بما يخدم الجهات التي يرتيطون بها وبما يخدم مصالح دول أخرى على حساب المصلحة الوطنية العراقية وفي الوقت نفسه من المهم جدا ان يكون الجمهور العراقي على مستوى من الوعي وان لايصدق بحزمة الأكاذيب والشائعات التي يجري تداولها بين حين وحين اخر وتستهدف صنع واقع جديد او إيقاظ الفتن وخلق الاختلاف والتناحر بين أديان وقوميات ومذاهب حتى لو تطلب الأمر سفك دماء جديدة بين العراقيين والوصول بالبلاد إلى حافة الهاوية.

المصدر// جريدة الصباح الجديد

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group