وقت المسؤول في العراق من (المسؤول) عنه؟ متى يأتي المسؤول الى الدوام ومتى يخرج وكم معاملة رسمية يقضي وكم مواطنا من أصحاب الحاجات والمشكلات يقابل وكم دائرة تابعة لسلطته يزور ، وكم مكالمة هاتفية تصب في مصلحة العمل يجري وكم يصرف من الوقت حين الغداء أو حين العشاء اذا لزم الامر وكان مستمراً في عمله ؟ اسئلة يعدها بعضنا من التفاصيل الصغيرة ،في حين انها علامة من علامات العمل أو عدم العمل، ولاشيء بينهما كمنطقة وسطى . قبل يومين قدّم الوزير الياباني، يوشيتاكا ساكورادا، اعتذارًا علنيًا لدى وصوله متأخرًا ثلاث دقائق إلى اجتماع برلماني. ويتولى ساكورادا الوزارة المكلفة بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020. وقال برلمانيون ، إن تأخر ساكورادا يعكس عدم احترام لمنصبه، وقاطعوا اجتماعًا للجنة الميزانية لخمس ساعات احتجاجًا. هدر الوقت مثل هدر المال العام ، فالمسؤول الذي عليه انجاز خمسين جواز سفر في كل يوم وهو لا ينجز سوى عشرين او اقل أو يحول انجازها الى يوم تال ، انما يختلس من الوقت بمقدار ما يختلس موظف اخر من الملايين التي تنهب كل يوم تحت اغطية حكومية ومن دونها . وقس على ذلك . وزارء صحة لم يزوروا واحداً في المائة من المؤسسات الصحية التابعة لهم في عموم العراق ، وكذلك وزراء التربية المتعاقبون ،لا يعرفون عن مدارس البصرة أو الديوانية أو الحلة أي شيء. كما ان الملاحظ ان الوزراء لم يخصصوا من اوقاتهم اي فسحة للفروع التابعة لهم في النواحي والاقضية ، واذا صادف و تحرّك مسؤول في زيارة ولو استعراضية فإنها لا تعدو مركز المحافظة الفلانية ، ومعظم الوقت يقضيه في دعوة الغداء التي يقيمها المحافظ أو رئيس مجلس المحافظة . هل ستأتي الفرصة لنجد آلية لمحاسبة مختلس الوقت العام بعد أن شهدنا العجز الفاضح في محاسبة مختلس المال العام؟