ما الهدف الكامن في قرار الولايات المتحدة الامريكية فرض الحصار الاقتصادي على ايران؟ هل فرض عليها دولة ام شعبا ام ان هناك عاملا اخر يستهدفه هذا القرار؟
انا ارى ان القرار موجه ضد سياسة السيد الخامنئي وتحجيم دوره، وهو انتصار الى روحاني الذي يزور العراق، هذه الساعة، وهذه الرؤية موجهة الى الصحافة والى الاستخبارات والهيئات الدبلوماسية ووكالات الانباء.
واكرر القول ان الحصار الاقتصادي يستهدف محاصرة السيد الخامنئي، وهو في باطنه انتصار لسياسة السيد روحاني، الذي يتمنى في داخل روحه وقلبه، التفاهم مع الغرب. وكلما خطا خطوة نحو التفاهم صفعة السيد الخامنئي صفعة اقعدته حتى تنكر روحاني لسياسته وصار يتماهى وينسجم مع سياسة السيد الخامنئي حتى لا يبدو فاشلا او رئيسا للجمهورية لا قرار له.
اي ان روحاني رجع الى بيت الخامنئي. الان انتعش روحاني واولى علامات الانتعاش تبدو في تحركه بالعراق وسيزور دول الخليج واولها الكويت ليخرج بتحالفات خاصة او اتفاقات خاصة تخفف الضغط الاقتصادي المفروض على البلاد. والدول التي لا تستجيب التي فيها اقلية شيعية كدول الخليج ستتحرك الاقلية كخلايا سرية. واول ما ستظهر هذه الخلايا في الكويت وقليلا تظهر في دولة الامارات ايضا، فيما تظهر في العراق بشكل واضح وفي لبنان وقد تستهدف مصالح امريكية في هذه الدول ولاسيما في لبنان. ايران لا تقاتل داخل حدودها ولا تحارب داخل حدودها. دائما قتالها خارج الحدود.
والان هي تخوض خمسة حروب ضد ما يسمى قوى الاستكبار العالمي. في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة. اي جميع الاراضي عربية وجميع الضحايا من العرب. بعد الحصار ستوقف الامدادات او تتوقف، وفي ظل ذلك سيصعب على البرنامج الايراني ان يحتفظ بالديناميكية السابقة ذاتها. اللبنانيون لا يشتغلون ببلاش والسوريون مثلهم والعراق (قشامر) يشتغلون ببلاش، لان العقيدة تدفعهم. والسنة والشيعة في سوريا تدفعهم العقيدة. العقيدة زائدا المصلحة فيما العراق يختلف، العقيدة والمصلحة داخلها هي سياسة علي بن ابي طالب وعمر بن الخطاب. وهم وضعاهما في صراع لكي لا تتفق الامة العربية على شيء. واستكان كل طرف الى هذه الحصيلة وصارت مقارنات بين علي وعمر. وكأن بينهما حربا. واسأل هل قرأت يوما ان حربا كلامية نشبت بين الاثنين؟ هل اختلف الاثنان في امر.
ان علياً حكم لكن ليس افضل سنوات حياته كانت بحكمه، بل عندما كان عمر هو الخليفة. لم يتركوا الامام علي يحكم. فرضوا عليه حرب الجمل وصفين وغيرها. جاءته النزاعات من كل جهة حتى انتهوا به الى القتل. اذن عبقرية الامام علي في الحكم ظهرت عندما كان الى جانب عمر بن الخطاب في الحكم، فقد كان يستشيره في الصغيرة والكبيرة. وكان يأخذ برأيه حتى لو كان جميع الصحابة مختلفين معه، مثلما حدث في احتلال نهاوند، عندما اراد المرتدون الهجوم على الكوفة، وقد منع عمرا من الذهاب الى المعركة، فاستجاب له ونصحه بتجنب سحب قواته من اليمن لان الحبشة ستتدخل وتجنب سحبها من دمشق لان الروم سيدخلون. وقد اقترح قائدا عراقيا هو النعمان بن المنذر الذي دخل المعركة وتزحلقت قدم الفرس وسقط وانقضوا عليه وقتلوه، فجيء بابن اليمام قائدا للمعركة. من اين جاءوا بروايات الخصام والشجار بين علي وعمر؟ من اين؟ اي مصدر يشير اليها؟ لكن سياستهم تدور حول عدم اتفاق العرب وافضل شيء ان ينقسم العرب الى مذاهب، سنة وشيعة، وكل واحد يكتب تاريخا مختلفاً. اما نحن فنعرف التاريخ الحقيقي كما حصل.
هم يتخذون هذه الروايات كرزق يعتاشون منه. دعمهم يفعلون. كيف يمكن الطلب من احد الذين يعيشون على الصراع المذهبي الكف عن هذا الصراع؟ اين سيشتغل؟ الصراع المذهبي يمنحه اموالا تكفيه لاربعين او خمسين سنة. فكيف يترك هذه الشغلة؟ ذلك مستحيل في رأيي. الواجب علينا اذن ان ننهي قضية تحويل الصراع المذهبي الى باب للرزق احدهم يجلس على المنبر ويبدأ بالشتيمة. هذه الطريقة رفضها الشيخ محمد حسين فضل الله رفضا قاطعا وباتا. ويرفضها العقل والمنطق والتاريخ. كيف نقتنع بان عمرا يدخل منزل علي الكرار ويكسر ضلع زوجته امام عينيه؟ هل يجوز تعميم صور الماضي المخجلة، كما حدث مع حسقيل اليهودي في فرهود بغداد، على التاريخ؟ هذا علي بن ابي طالب، اعظم سادات قريش كان معه العباس عم النبي وكذلك عبد الله ابنه والزبير ايضا اشجع واقوى الرجال من ابطال التاريخ، كيف يصح ان يأتي عمر مخترقا هذه الصفوة ليكسر ضلع فاطمة الزهراء؟ وكيف نصدق ان خليفة راشدا من طراز عمر يفعل هذه الفعلة ببنت رسول الله زوجة علي؟ كيف يعتدي على امرأة؟ الذين ينشرون هذه الاباطيل هم اعداء الامة العربية والاسلامية ينوون تدميرنا.
العراق طراز مختلف من البلدان بلد متنوع كل بيت فيه رجل شيعي وزوجة سنية، وكل بيت فيه امرأة شيعية وزوج سني. انا شخصيا من هذا الطراز ابنتي هند متزوجة نجل عبد الوهاب الامين الضابط وانا متزوج ابنة عبد الوهاب الامين الكاتب الصحفي من اهل الاعظمية. عمر ابني متزوج ابنة ناجي القيسي الطبيب الذي في الاعظمية. هذا هو التلاقح والتنوع. قبل ايام زارني رباح الحديثي قال ان ابن عمه يريد واحدة من حفيداتك العلويات، هذا في العراق يحدث لكنه لا يسري على البلدان العربية.