جنسية الحكومة.. لا وطنية.. لا إنجاز

علي حسين

18/03/2019

قرأت في زاوية الأخبار العاجلة، وليس موسوعة علي الوردي "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق"، أن مدينة الناصرية فيها 200 مدرسة طينية. أنا أحدثكم عن خبر بث يوم 16 من هذا الشهر عام 2019، وليس خبراً عن العراق تحت الاحتلال العثماني، خلال ستة عشر عاما أضاع علينا "المجاهدون" أهم ثروات هذه البلاد، المال والقانون، وأغرقونا بشعارات وخطب من عينة معلقة همام حمودي التي أبدع فيها وهو يذكرنا "لقد حققنا الحرية لكم.. في المنطقة لادولة مثلكم وعليكم أن تكونوا أهلاً لهذه النعمة، أنتم تعيشون نعمة ما بعدها نعمة وقد تذهب منكم"، وفي الوقت الذي استطاعت فيه مصر أن توفر كهرباء لـ48 مليون مواطن وبستة مليارات دولار، نهب مسؤولونا أكثر من أربعين مليار دولار عداً ونقداً، وبدلاً من مطولات عالية نصيف، و"حنقبازيات" أبو مازن أحمد الجبوري، كان المطلوب سهلا جدا وبسيطا، أن نشيع العدالة الاجتماعية ونهتم بالتعليم والصحة، ونضع المسؤول المناسب في المكان المناسب، وبدلاً من أن يضحك علينا نعيم عبعوب، كان هناك مهندس يعشق بغداد اسمه هشام المدفعي يستحق أن يجلس على كرسي أمين بغداد منذ عام 2003، لكننا استمتعنا ونحن نشاهد عبعوب يتحول من موظف بسيط الى ملياردير، كان يمكن قراءة تجربة سنغافورة وكوريا الجنوبية وماليزيا، بدلا من قراءة كتاب تجربتي لإبراهيم الجعفري، وبعد ستة عشر عاما نتأمل أحوال العراقيين، نرى ان المواطن البسيط محاصر بغياب الخدمات والبطالة والفقر، والثروة تتضخم في جيوب السياسيين.
وأحياناً يبدو أن ليس من وظيفة للحكومة سوى التمديد للفشل، وهاهي تعتقد أن مشاكل العراقيين انتهت جميعها، فقررت ان ترسل للبرلمان واحدة من "قوانينها" المضحكة وهو تعديل قانون الجنسية الذي تريد من خلاله ان تمنح الجنسية للأجانب ممن أقاموا في العراق لسنة واحدة، والغريب ان مثل هذه القوانين يراد لها ان تطبق في بلد يعاني من زيادة متصاعدة في عدد السكان، ترافقها بطالة ضربت ارقاما قياسية، وأزمة سكن، ولو كنا ياسادة نعيش في اليابان التي تعاني من انخفاض معدل الولادات، وزيادة ساعات العمل، ونقص كبير في الايدي العاملة، وارتفاع في الاجور، لكن كل هذا واليابان لاتمنح الإقامة وليس الجنسية، للمواطن الاجنبي إلا اذا عاش فيها عشر سنوات، وتعلم اللغة اليابانية، وان يكون حسن السمعة، أعتقد أنّ هذه المواصفات تنطبق على محمود الحسن الذي سنرسله هدية إلى الشعب الياباني.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group