تمر الذكرى السنوية الحزينة السادسة لاحتلال مدينة الموصل، وانهيار مدن وبلدات أخرى بعدها بيد تنظيم داعش، من خلال ثلاثمائة عنصر قدموا عبر الحدود السورية أمام عيون الجميع .
لا نزال نسمع بين حين وآخر أنّ هناك تحقيقات في أسباب سقوط الموصل وما تلا ذلك وصولاً الى الجريمة الكبرى الأخرى في اعدام مئات الشباب العراقيين في مجزرة سبايكر .
كل الاسئلة خطرت في بال العراقيين، وهم يشهدون ما حدث .
السياسيون استمروا في مناصبهم جميعاً كأنّ لا مسؤولية لهم فيما جرى، أو يبدو أنّ الامر كان كذلك فعلاً، فالاوامر لم تكن بيد أصحاب القرار في البلد في القتال ضد الارهاب وتركه يستبيح المدن العراقية الكبيرة. وإلاّ فإنّ مَن يقول عكس ذلك فإنّه يتهم صراحة مَن كان في المناصب القيادية المدنية والعسكرية بتسليم المدن من دون قتال الى عصابات محدودة الافراد ، لا تعرف عن بلدنا شيئاً.
الحكاية لم تنته، والتحقيقات لم تنجز ولن تنجز برغم كلّ ما يقال، من لجان برلمانية وسوى ذلك، إذ لم تتم محاسبة شخص واحد، وكلّ ما سمعناه كان عجاجاً سياسياً لتمرير صفقات وانجاز تصفيات، اعتادت العملية السياسية الجارية مزاولتها مع كل أزمة يمر بها العراق.
الحكاية لم تنته، لأنّ العالم تغيّر كثيراً، وانّ توثيق التاريخ لم يعد من اختصاص جهة أو سلطة دون أخرى .
لكن الذي يخشى منه هو أنّ التحذيرات التي يسوقها سياسيون اليوم عن موجة ثالثة من الارهاب، قد تكون قراءة استباقية لما يمكن تكراره، من دون وجود سبب لمنعه من الناحية السياسية المتداولة، بالرغم من انّ الناس باتوا أقوى بوعيهم ولن يقبلوا الخدعة مرّة ثانية .